منذ أن تعلمنا أبجديات الكلام.. والإعلام في مفهومنا منارة للفكر والوعي والتربية..! .. ومنذ أن اتسعت مداركنا والإعلام في يقيننا نافذة متزنة تسرب لوعينا ما يبهج ويفيد ويضيف..! .. ومنذ أن وقفنا على مشارف التأمل والتحليل والقراءات.. عرفنا بأن الإعلام صورة (طبق الأصل) لثقافات الشعوب وتوجهاتها وربما نزقها..! .. وكنا نحلم مع تقادم التجارب والأيام بأن يعلو سقف الوعي والوقار لدى المشتغلين والمحترفين بالشأن الإعلامي و(الإعلام التجاري) على وجه التحديد..! .. ولكننا صدمنا بالرخيص من المعروض وشوهنا.. ما تبقى لنا من حضاراتنا.. في عصر الفضاء المشرع والمفتوح والمشاهد في كل أطراف الدنيا .. وتورطنا في قنوات (ماسخة) جانحة تدعو مجتمعنا (الشاب) إلى المناطقية والعنصرية الفجة.. وتعيدنا إلى صور هابطة من الرقص أمام طوابير الجمال والخيول والخيام.. وكأن ثقافتنا المحلية محصورة في (المنقيات) وأوتار الربابة.. ومخنوقة في شوارع المحاورات الشاتمة والشامتة.. وتزبدنا بالمزيد من التصفيق والتنطيط..! .. ولم تسلم حتى لغتنا الجميلة من الهدم وتوظيفها تحت عبارات جانحة تتهادى على الشات والشاشات بمواعيد المقابلات وأخبار المراعي والأمطار.. والإغراق في مدح الأفراد والقبائل والجماعات..!! .. ومع هذا الذي تمطرنا به قنوات (المجتمع الواحد) وبقية كتائبها من القنوات الشعبية.. أصبحنا نخجل من متابعتها ونعتذر من المتابعين لها من حولنا.. .. إن وزارة الثقافة والإعلام معنية بتصحيح المعوج من المسار ومعنية بضبط المتجاوز في هذه القنوات الشعبية.. والوقوف ضد ما يسيء لنا من خلالها.. .. وإن كان ولا بد منها.. فإن من المهم أن يجعل لها شروطها ويحدد لها واجباتها واحتواءها بالمحترفين من رواد الإعلام وخبراته.. .. لأننا لا نعفي مثل هذه القنوات من تأسيسها المارق لثقافة العنصرية القبلية.. وشراكتها في صناعة جيل طل بعضه من بوابة ما يسمى بالدرباوية والذين يرون فيها قدوة في الصلابة وقوة في التجاوزات والتحديات .. ومخرجاتها اندلعت عبر مسرحيات الوظائف الرسمية والتي تبدأ ثقافتها بتمشيط الألقاب قبل التعيين والتمكين..! .. إننا.. إن تركنا هذا الهبوط الصارخ يزداد ويتعالى وبلا قيود أو شروط.. فإن علينا أن نستسلم لما سيأتي في شوارعنا من تهريج وفقدان للهوية..!! شاردة: .. مع إطلالة شهر رمضان الكريم