جائحة كورونا ألقت بظلالها علينا وأوجبت علينا الكثير من التغييرات التي قد تكون دائمة، فالتعليم العام والجامعي يجب أن يخلع عباءة البدائية ويأخذ نفسًا عميقًا لتجربة رقمنة التعليم فهي ريادة قادمة وحتمية. فلا بد من طي التجربة التعليمية وغربلته وتحديثه بكافة مناهجه وإعادة تأهيل الطالب والكادر التعليمي وتدريبه وإكسابه مهارات بل والتنسيق مع أجهزة الدولة وأهمها وزارة الاتصالات والصحة ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين، ليصبح لدينا جيل واعٍ وقائد، له دور أساسي وهام وحيوي للنهوض بالمجتمع ومؤسساته. فمملكتنا تعيش نهضة رائدة في مختلف القطاعات، رغم الصعوبات التي تواجها جرّاء هذه الجائحة من خسائر تبعات حظر والحجر اقتصادي من إغلاق ومن احترازات، وهذا بفضل الله نتيجة لوعي القيادة والدعم المستمر للقطاعات الحيوية لإيمانها العميق بأنها ركيزة لتحقيق رؤية 2030 وبالتالي سيحقق أهداف التنمية المستدامة التي تتسابق دول العالم للوصول لها. ومن هنا أصبح التعليم من أهم مؤشرات التنمية البشرية في العالم، فطلاب المدارس والجامعات هم قادة المستقبل ولا بد من التركيز عليهم واكتشاف مواهبهم والاستفادة منها في كافة المجالات واتخاذ القرارات لأن لديهم رؤية ثاقبة للمستقبل الذي هم رجاله وصناع قراره. فأعداد القادة وتأهيل جيل من القيادات الشابة ليس بالأمر الهين ولا بالأمر الصعب إذا تكاتفت الجهود بين التعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين. ومع الأسف نرى قيادات شابة لم تُستثمر بالطريقة الصحيحة لتُهدر في مجالات غير مناسبة بعقليتها الفذة! فلا بد أن تتظافر الجهود بين الجهات الآنفة الذكر للوصول إلى جيل رقمي وموهوب ومتعلم. فالجائحة وَلَدَت لدينا جيلًا مُدمنًا رقميًا تأكل معه التكنولوجيا وتشرب! فلو وظف هذا التعود وطرحت مسابقات على مستوى كبير ووضعت جوائز كبيرة لاكتشفنا العلماء والعالمات من الشباب! ولخرج من بينهم أينشتاين وستيف جونز! نعم، نحن نحتاج لصياغة المناهج وإعادة تأهيل المعلم وعمل مكافأة للطالب ليس فقط المتفوق بل الموهوب. فلا بد أن نتواءم مع تطور الحياة المتسارعة الخُطى لتحقيق صورة تنموية في مُلهِمةّ في شتى المجالات. فلتحسنوا استغلال الطاقات الكامنة في الشباب واستثمروها وادعموها وإلا ستتخلف وسيفوتنا الركب! إن إطلاق مبادرة التعليم الرقمي للعمل على تحسين التعليم من خلال العروض الرقمية التي سبقتنا بها دول كثيرة لهو أمر مُلحّ. فتأهيل القيادات الشابة واكتشافهم أولًا هو استثمار في رأس المال البشري والذي هو أحد ركائز التنمية المستدامة فلا بد من إشراك جيل المستقبل في تطوير العملية التعليمة ورقمنتها فهم (أبخص) في طرق تلقي المعرفة وكيفيتها بل وحتى ماهيتها ، فالرقمنة اختصرت الأزمنة والمسافات وبتنا نعقد المؤتمرات ونحصرها افتراضيًا ومن المنزل وحتى العمل أصبح عن بعد كما أن الجولة في بعض المدن والمتاحف لا تكلفنا من الوقت سوى دقائق وحتى منازلنا أصبحت ذكية وبالتحكم عن بعد فيجب علينا الاستفادة من دول العالم المتقدمة والناجحة في رقمنة التعليم. اختاروا القادة بعناية فهم وزراء وعلماء وعالمات المستقبل وهم رواد التغير وبذلك سنجعل السعودية مؤهله للمستقبل. إن من التداعيات التي أحدثتها كورونا وأحدثت تغييرًا جذريًا في الاقتصاد العالمي وحتى على معطيات التعليم فالسعودية سارت بخطوات متزنة نحو التعافي ونحو الرقمنة في مختلف المجالات. وكانت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من الصروح التي صارت رائده وسباقة في الإنجاز فقادت الصحة والتعليم والاقتصاد ومختلف المجالات وكانت بفضل الله ثم بدعم القيادة صرحًا ونموذجًا نفخر به ونتباهى به. ولا أنسى قبل أيام ثمرة هذا التعاون الرقمي والفصول الرقمية لابني فيصل والذي توج بنجاحه واستلم وثيقته رقميًا ومن (المنزل) في حين اختارت الدول في مواجهة الجائحة. وهذا لم يتم إلا بفضل الله ثم بتظافر الجهود بين أجهزة الدولة ليحقق أبناؤنا نجاحًا باهرًا وإضافة مميزة في تجاوز أزمة كورونا والمحافظة على جيل المستقبل لينتهي عام دراسي من المنزل وسط سباق عالمي كانت ولازالت المملكة المتصدرة فيه. ولا نغفل دور مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله في اكتشاف الموهوبين وتدريبهم ليحصدوا الجوائز العالمية. ختامًا أتمنى أن تتظافر الجهود ويتم التنسيق فيما بينها وأن تتنافس لاكتشاف وصقل قادة المستقبل للاستفادة منهم في مختلف المجالات وتمكينهم فعليًا لقيادة مستقبل الأمة فلا بديل للعالم عن الرقمنة. *سفيرة تسامح وسلام