قال الكاتب والإعلامي خالد السليمان، إن أمريكا لا تخشى تجسس الصين بقدر ما تخشى تفوقها التقني، حيث سجلت تفوقاً لأول مرة على أمريكا في تسجيل براءات الاختراع عام 2020م. وأضاف السليمان، في مقال له بصحيفة عكاظ بعنوان "حرب النجوم «السيبرانية» !"، أن هذا مؤشر على أن الحرب العالمية الثالثة قد تكون حرب النجوم السيبرانية!.. وإلى نص المقال: شبكات الجيل الخامس منذ اليوم الأول لرئاسته حذر الرئيس الأمريكي من الخطر التقني لشبكات الجيل الخامس القادم من الشرق، وعمل على محاصرة ومنع تقنيات وتطبيقات «هواوي» داخل أمريكا وخارجها، لكن الخطر في نهاية رئاسته جاءه من الغرب ومن شركات التقنية الأمريكية نفسها التي برهنت على أنها تملك قوة مفرطة لا يحكمها القانون في التحكم بالمحتوى، وامتلاك سلطة الحجب والانفراد بتعريف حرية التعبير ! اليوم لك أن تتخيل حجم سلطة وتأثير شركات مثل جوجل وتويتر وفيسبوك وأنستغرام وهي تحاصر رئيس أقوى دولة في العالم، ولك أن تتخيل أكثر لو قررت هذه الشركات وقف حسابات ومواقع الأخبار والشبكات الإخبارية مثل CNN و FOX وفرضت رقابتها ومعاييرها على منصات البث والتواصل وفرضت قيودها الرقابية على قنوات المحتوى وأدوات صناعته؟! أزمة تطبيق واتساب والجدل الذي رافق سياسة تحديث شروط استخدام برنامج المحادثة الأشهر في العالم «واتساب» التي لم تترك للمستخدمين خياراً سوى مشاركة بياناتهم مع فيسبوك سلط الضوء من جديد على المدى الذي يمكن أن تذهب إليه هذه الشركات في انتهاك خصوصيات الأفراد والقدرة التقنية التي تملكها لاختراق الجدران وممارسة التجسس وجمع البيانات ! اللافت أن التوجس من تقنيات وبرامج هواوي لا يشير في المقابل إلى دخول شركات تقنية أمريكية مثل «أبل» في أدق تفاصيل حياة وأعمال المجتمع، فأبل اليوم بواسطة أجهزتها وتطبيقاتها تملك قدرة التعرف على كافة تفاصيل حياتنا وتقيس حتى نبضات قلوبنا، وبالتالي فهي أيضاً ليست بريئة من مخاوف انتهاكات أمن ونظم وخصوصية المعلومات، وفي الوقت الذي عبر فيه الصينيون عن الحاجة لتعاون دولي لإرساء قواعد لإدارة الشبكات وأمن المعلومات وتوفير بيئة أعمال مفتوحة وشفافة تسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي والتعاون الدولي لصالح مستقبل التكنولوجيا، فإن هذه حاجة بشرية لصالح مستقبل الإنسان يجب أن تسمو على صراعات النفوذ السياسية الدولية ! العالم الرقمي اليوم إن العالم الرقمي اليوم يعيش تحت سقف فضاء سيبراني لا يمكن اختزاله في شركة تقنية معينة أو دولة واحدة، ولا يمكن لدولة منفردة وبمعزل عن العالم أن تفرض قوانينها على شبكة الإنترنت وتحدد كيفية ربط الشبكات لاعتبارات سياسية بدلاً من الاعتبارات التقنية، كما أن شيطنة ال 5G غير مبرر قياساً بإسهامها في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وسرعة البيانات وانعكاس ذلك على تقدم الإنسان وتلبية حاجات المجتمعات! باختصار.. أمريكا لا تخشى تجسس الصين بقدر ما تخشى تفوقها التقني، حيث سجلت تفوقاً لأول مرة على أمريكا في تسجيل براءات الاختراع عام 2020م، وهذا مؤشر على أن الحرب العالمية الثالثة قد تكون حرب النجوم السيبرانية!