كرسي تدريب نادي الهلال هو الأكثر سخونة، ففي أقل من عام واحد، جلس على ذلك الكرسي ثلاثة مدربين، ابتداء بالوطني سامي الجابر، ومروراً بالرومانيين ريجيكامب وسيبيريا وانتهاء باليوناني جورجيوس. ويرى المحللون الرياضيون بأن أكبر أزمة يواجهها الهلال هي عدم الاستقرار الفني، وهو ما أوجد الخلل لدى اللاعبين، وأسهم في غياب هوية الأزرق العاصمي وجعله يفقد الكثير من النقاط على مستوى الدوري، ويخسر كذلك النهائي الآسيوي ونهائي كأس ولي العهد، مطالبين بضرورة الصبر على المدرب وعدم الاستعجال في الحكم عليه ومنحه الفرصة الكاملة ليفرض تكتيكه ويحظى بتنفيذ جيد من قبل اللاعبين. نجم الكرة السعودية والهلال “الجابر” هو أولى ضحايا ذلك الكرسي، جلس عليه بكبرياء التاريخ الذي يمتلكه مع الزعيم، لكن خروج الأزرق دون أي بطولة واتحاد الشرفيين ضده جعله كبش فداء لإخفاقات الفريق التي تزامن معها عودة الغريم التقليدي النصر إلى منصات التتويج في بطولتي الدوري وكأس ولي العهد، وفي اجتماع شرفي عُقد ليلاً صدر قرارُ إقالته وسط جدل كبير حول إقالته لا يختلف إطلاقاً عن الجدل الذي صاحب تعيينه. أما الروماني ريجيكامب ثاني الجالسين على الكرسي التدريبي فقد شاب علاقته بالهلال الكثير من الشكوك بعد أن دخلت زوجته في المشهد وبدأت تمارس سلطتها عليه، وتتحدث على لسانه، وسط صمت من زوجها، ووصلت العلاقة إلى ذروة تأزمها بعد أن خسر الهلال النهائي الآسيوي أمام سيدني، وأعقبها تردي نتائج الفريق في الدوري إلى أن بلغ الفارق النقطي بينهم وبين المتصدر 10 نقاط، لتتم إقالته بعدها من الرئيس المكلف محمد الحميداني الذي خلف الأمير عبدالرحمن بن مساعد عقب استقالته على خلفية خسارة نهائي كأس ولي العهد من أمام الأهلي. وثالث الجالسين على الكرسي الساخن هو مدرب أولمبي الهلال الروماني سيبريا الذي أتى كمدرب انتقالي إلى حين تعاقد الإدارة مع مدرب آخر، وقاد الفريق في أربع مباريات انتصر في اثنتين وخسر واحدة وتعادل بمثلها، وحظي بتأييد جماهيري بعد فوزه الآسيوي أمام لوكوموتيف الأزبكي بثلاثة أهداف ليحقق معه الهلال أفضل بداية آسيوية له منذ أربعة مواسم، لكن ذلك لم يشفع له بالبقاء أو تجديد الثقة، وتم تنحيته بعد التعاقد مع المدرب الجديد. أخيراً، يأتي المدرب اليوناني جورجينوس دينيس الذي تنتظره تحديات كبيرة على المستوى الآسيوي وكأس الملك، بعد أن باتت حظوظ الأزرق العاصمي ضئيلة في المنافسة على لقب الدوري، ولم يحظ اليوناني سوى بعقد يمتد ل 4 أشهر ولم يكن هو الخيار الأول لدى الإدارة الهلالية، لكنها وجدت نفسها مجبرة على التعاقد معه بعد أن فشلت في إيجاد بديل أنسب في هذه المرحلة الحرجة، فهل يواجه اليوناني مصير من سبقه مبكرا، أم سيكسب ثقة الهلاليين ويبقى مدة أطول؟