عندما تتجلى عظمة الخالق -سبحانه وتعالى- في خلْق الطبيعة وتتناغم قمم الجبال الشاهقة مع جمال الأودية وجريان المياه الصافية ومناظر الطبيعة الخلابة من الأشجار الطبيعية والزراعية وأشكال شتى من المزارع الجميلة الذي يتغذى عليها الأغنام والأبقار ويكثر على جنبات المزارع العديد من الأزهار التي يأخذ منها النحل الرحيق، هكذا تعيش بلاد ثقيف أرض الطبيعة الخلابة وأرض اللوز والرمان وأرض الشلالات والمروج التي اكتست جبالها الشاهقة الممتدة عبر سلسلة جبال السروات الخضراء حيث تبتسم وديانها بالمياه العذبة الجارية. ويقع مركز ثقيف على بعد 145 كيلومتراً جنوب محافظة الطائف، ويسكنها أكثر من 20 ألف نسمة على امتداد الخط السياحي الذي يربط محافظة الطائف بمنطقة الباحة، وتمتاز بلاد ثقيف بموقعها الجغرافي المتميز بين مناطق محافظة الطائف وهي من أشهر مناطق المحافظة وأجملها وتقطن قبيلة ثقيف بترعة وتعرف بأعرق القبائل التي ظهرت في جزيرة العرب قبل الإسلام وترتبط قبيلة ثقيف بالطائف ارتباطاً وثيقاً وذلك نسبة لقبائل هوزان. وتشتهر منطقة ثقيف بالزراعة والإنتاج الزراعي، حيث تشتهر بعسل ثقيف واللوز البجلي والبرشومي وبها عدد كبير من المدرجات الزراعية التي تتناغم بين جمال الطبيعة الخلابة الساحرة من جانب وجمال ما تشكله أيدي الفلاحين في المدرجات الزراعية من جانب آخر، كما تُشكل أوديتها الرائعة وبحلتها الخضراء ولوحة تشكيلية رائعة أبدعها الخالق –عز وجل- والإقبال على الغابات والمنتزهات. وتمتاز ثقيف بمناخها المعتدل في فصل الصيف مع هطول أمطار خفيفة ومناخها الرائع وفي الشتاء هطول أمطار غزيرة مع زخات البرد بالإضافة إلى الضباب الذي يعانق قمم الجبال الجميلة الرائعة. وتحيط بثقيف الأودية مثل: وادي شهدان وصرار ونسيك بالمجاردة وموقر وحثواء وغمداء وحلايم والنيباء والفرعين، وجميعها تتمتع الآن بمناظر طبيعية ساحرة وتمتاز بمنتزهاتها الخلابة ومنها منتزه شهدان ومنتزه قها ومنتزه ترعة ثقيف.. وتتميز بلاد ثقيف بحصونها المرتبطة بالبناء التراثي الجميل والنقوش القديمة الرائعة. يذكر أن في بلاد ثقيف منذ القدم إعلاميين وشعراء مشهورين منهم: المغيرة بن شعبة من أكبر أمراء العرب وجبر بن حية الثقفي والأخنس الثقفي ويوسف الثقفي. وتطلع أهالي ترعة ثقيف إلى الهيئة العليا للسياحة لتطوير هذه المنطقة السياحية الخلابة وجذب المستثمرين؛ نظراً لأنها من أروع مناطق المملكة التي قد تغنى بها العديد من الشعراء حيث من أشهر ما كتب عنها أغنية الفنان القدير طارق عبدالحكيم (ياريم وادي ثقيف).