كشفت إجراءات صرف مكرمة راتب الشهرين ارتباكاً واضحاً في آلية ودقة مواعيد الصرف ضمن المنظومة العامة للمالية في البلاد. وفي تصريحات متناقضة لوزارة المالية، تم تحديد أول موعد لصرف الراتبين يوم الاثنين الماضي، إلا أنها اعتذرت لاحقاً ورمت بالتهمة على كاهل الجهات الحكومية. وجاء يوم الاثنين واصطف الموظفون أمام الصرافات الآلية، منهم من خرج مسروراً بعد إيداع المكرمة في حسابه، بينما عاد آخرون خاليي اليدين بسبب تأخر نزول المكرمة الملكية في حساباتهم. وذكرت وزارة المالية في بيان ثانٍ أن إجراءات صرف الراتبين لم تشمل إلا بعضاً من الجهات وفق بيان رسمي قالت فيه: ” إجراءات الصرف تمت لعدد من الجهات بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة التجارة والصناعة والرئاسة العامة لرعاية الشباب وهذه الجهات هي الجمعيات الخيرية المرخّصة بوزارة الشؤون الاجتماعية، مجلس الجمعيات التعاونية، الجمعيات المهنية المتخصصة المرخص لها، الأندية الأدبية المسجلة رسمياً، الأندية الرياضية المسجلة رسمياً. في المقابل ظهرت تصريحات متفاوتة لقطاعات البلديات والتعليم عن موعد صرف الراتبين، إلا أنها سرعان ما تبخرت، حيث عادت وزارة المالية في محاولة منها لتبرئة ساحتها من التأخير الذي حدث في عملية صرف المكرمة للتأكد أنها تقوم بتحويل جميع ما يردها من أوامر دفع تتعلق بالمكرمة الملكية الخاصة بصرف راتب شهرين فور وصولها للوزارة إلى مؤسسة النقد لتحويلها مباشرة لحسابات الجهات الحكومية تمهيداً لقيام تلك الجهات بتحويلها لحسابات الموظفين البنكية عبر نظام سريع. وفي بيان مفاجئ ذكرت وزارة التعليم أنها رفعت اليوم إجراءات الصرف للمالية، وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن إجراءات مكرمة الراتبين مرتبطة بجدولة مؤسسة النقد، بدون تحديد موعد الصرف. وأبدى عدد من موظفي ومنسوبي الجامعات استياءهم من تأخر صرف راتب الشهرين، إلا أن جامعتي الطائف والملك سعود أعلنتا في وقت سابق مواعيد صرف رواتب الطلاب والطالبات، إلا أن الأولى اعتذرت اليوم وأعلنت تأجيل الصرف للأسبوع القادم. وبين عدد من المواطنين أن هذا التخبط يكشف ضعف المنظومة المالية وارتباكها، إضافة لاستباقية التصاريح التي عكرت فرحة العديد من موظفي وموظفات الدولة.