شهد القرن الحادي والعشرين العديد من الاتجاهات المعاصرة، ومن بينها الثورة العلمية والتكنولوجية والانفجار المعرفي، والتطور الهائل في التقنية، التي أضافت كمًا من التقنيات والبرمجيات التي سهلت عملية التواصل، وتخطت عامل الزمان والمكان وأصبحت سمة من سمات عصرنا الحالي، وأضحى استخدام هذه التقنيات من أساسيات التعليم والتعلم وضرورة تربوية ملحة، وقد سعت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية إلى مواكبة هذه التطورات من خلال تبني عدد من المشاريع منها مشروع الملك عبدالله للحاسب الآلي، وكان الإشراف التربوي من أهم الأقسام التي وظفت هذه التقنية في كثير من المجالات التي تدعم عمل المشرف/ة التربوي/ة وتسهم في عملية تواصله مع المسندين له عبر ( بوابة المستقبل – ومنظومة التعلم عن بُعد – وقناة عين ). وفي ظل تفشي وباء كورونا المستجد خاضت دول العالم معارك متتالية لمكافحة انتشار العدوى، وفرضت تدابير وقائية لحماية الفرد وحثه على التباعد الاجتماعي، وكانت المملكة العربية السعودية في ظل القيادة الرشيدة من أوائل الدول التي فرضت تدابير وقائية متعددة حفاظًا على صحة المواطن بالدرجة الأولى وكل من يعيش على أرضها، ومنها قرار تعليق العمل في مقرات الأعمال الحكومية ومن ضمنها مكاتب الإشراف التربوي، وقد دعا ذلك إلى ضرورة استخدام بدائل تتوافق مع التدابير الوقائية، وفي نفس الوقت القيام بالمهام المكلف بها المشرف/ة التربوي/ة، ومن ذلك الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لمواجهة التحديات الراهنة. ومن هنا أصبح المشرف التربوي مطالبًا بأن يتجاوز الأدوار التقليدية ويمارس دورًا رائدًا في تحويل المناخ المألوف إلى مناخ أكثر ملاءمة للتحديات الراهنة، ومن ذلك ممارسة الإشراف الإلكتروني، بوصفه أسلوبًا حديثًا من أساليب الإشراف التربوي المعاصر الذي يسعى للارتقاء بأداء المعلمين وتنميتهم مهنيًا، ويسهل التواصل بين المشرفين التربويين والمعلمين عبر الشبكة العنكبوتية لكسر حاجز الزمان والمكان. فبات الإشراف الإلكتروني يسهم في التغلب على الأزمة الراهنة ويقدم حلولًا أفضل للعديد من مشكلات الإشراف التربوي الفنية كتنظيم الاتصالات، والتزود بالمعلومات والنشرات التربوية وتحليل المواقف التعليمية، بالإضافة إلى حل المشكلات الإنسانية التي قد تطرأ على المعلم وتبدد مخاوفه، كما تعود أهمية الإشراف التربوي الإلكتروني إلى أنه يوفر الفرص للمعلمين وللمشرفين التربويين لتبادل الخبرات والتجارب العملية ويساعد في اختصار الزمن والتقليل من الجهد والتغلب على مشكلة نقص المشرفين التربويين وتأهيلهم. وأخيرًا فإن الظروف الراهنة وما ترتب عليها من تداعيات على المستوى الدولي والمحلي تتطلب ضرورة الأخذ بوسائل التكنولوجيا للتغلب على أي أزمات حالية أو مستقبلية، كما يتطلب أن تكون هناك إدارة للتنبؤ بالأزمات وكيفية التغلب عليها واستشراف طرق ووسائل للإشراف التربوي تواكب أي تطور في العمل الإشرافي، وتوظيفه في وقت الأزمات. مشرفة القيادة المدرسية بتعليم الخرج @noon34341 تابع جديد أخبار فيروس كورونا covid19 تابعنا على تواصل معنا على