تتشدق بعض الشركات الكبرى وتدندن على وتر الخدمة الاجتماعية ولا يمكن أن نلومها أبداً فلا حسيب أو رقيب يتابع صحة ودقة ما تنشره هذه الشركات عن نفسها، التي تكون عادة مجرد إعلان ترويجي لخدمة اجتماعية تغلف بإتقان بغلافٍ فخم وبهرجة تزغلل العيون قبل العقول! وقد لا يحق لنا محاسبتها على ذلك، فهناك جهات أولى بالحساب لكن ما لا يمكن أن نرضاه هو أن تتحول هذه الشركات لفخ يصطاد شباب الوطن فيحولهم من مجرد حالمين بتملك مشاريعهم الخاصة إلى أشخاص مطالبين ويغرقون في ديون لا ناقة لهم فيها ولا جمل! وما لا يمكن تصديقه هو أن تستخدم بعض هذه الشركات التسهيلات الحكومية لتزيد غلتها وتترك الشاب السعودي في دوامة المطالبات المالية، بعد أن صورت له أن التعاون معها سيحوله إلى صاحب عمل بدلاً من باحث على وظيفة، وهذا ما حصل تماماً من إحدى الشركات التي استخدمت مميزات البنك السعودي للتسليف فأبرمت معه اتفاقية وجمعت الضحايا ليكونوا فترينة مؤقتة لعرض منتجاتهم الباهظة الثمن، ثم ما لبث أن تحول الحلم إلى كابوس أطبق بفكيه على أحلام الشباب فتحولوا بين ليلة وضحاها إلى عاطلين ومدينين! لن أُناشد ولن أُطالب ولن أستجدي مسؤولاً يحل هذه المعضلة المعيبة، ولكن فقط أُذكر من تسبب بهذه المأساة أن يتذكر يوماً سيحاسب فيه كل امرئ بما عمل، حينها لن ينفع الإنسان الندم، فالله عز وجل حمَّل الجبال الأمانة فأبت أن تحملها لثقلها فحملها الإنسان، ولا شك أنه محاسبٌ عليها يوم لا ينفع مالٌ أو بنون، فهل تستيقظ ضمائر من أعمتهم أضواء لمعان المال الدنيوي أم سيستمر الضمير نائماً ومخدراً، وينصف الله المتضرر في الآخرة طالما عجز صاحب الشأن أن يؤدي الأمانة، فاللهم قد بلغت اللهم فأشهد.