يترقب أن تعلن المملكة اليوم الاثنين، الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2020، والتي تسعى من خلالها لاستمرار العمل لتعزيز كفاءة الإنفاق دون الإخلال بمسار تنفيذ الخطط الهادفة للتنويع والتحول الاقتصادي ضمن رؤية 2030. ويأتي هذا وسط ترقب كبير من المواطنين لميزانية الخير، بالإضافة إلى ترقب عالمي لتفاصيل الميزانية التي من المقرر أن تستمر في تنفيذ البرامج والمبادرات لتمكين دور القطاع الخاص ليكون المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي، والمساهم الأكبر في خلق فرص عمل للمواطنين، وذلك بعد أن جاء البيان التمهيدي لميزانية 2020 في وقت سابق ليعزز مبادئ الشفافية التي تنتهجها المملكة ضمن رؤية 2030 والانطلاق نحو تعزيز موارد الدخل والإيرادات للبلاد، وعدم الاعتماد على الجانب النفطي فقط. وعادة ما تُعتمد الميزانية في شهر ديسمبر من كل عام، وقد تتضمن تعديلات على ما ورد في البيان التمهيدي في ضوء ما قد يستجد من تطورات مالية واقتصادية. وستواصل ميزانية 2020 العمل على رفع كفاءة إدارة المالية العامة، بما يحافظ على الاستدامة المالية وتحقيق أعلى عائد من الإنفاق، وفي الوقت نفسه مراعاة التأثيرات المحتملة للتطورات المحلية والدولية أثناء تنفيذ الميزانية، كما ستركز النفقات في ميزانية العام القادم على دعم برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تمثّل الأداة الرئيسة لتحقيق أهداف التحول الاقتصادي، ويأتي في مقدمتها برامج الإسكان، وجودة الحياة، والتخصيص، والمشروعات الكبرى، واستكمال خطة حزم تحفيز القطاع الخاص، بالإضافة إلى المشروعات الأخرى التي يجري تنفيذها في قطاعات أخرى؛ حيث ستدعم نمو الناتج المحلي غير النفطي خلال العام 2020م وعلى المدى المتوسط. يذكر أن وزير المالية أعلن في وقت سابق البيان التمهيدي لميزانية المملكة، وأكد أن إجمالي النفقات لهذا العام يُقدّر بنحو 1,048 مليار ريال، حيث تستهدف الحكومة تحقيق الانضباط المالي، وتعزيز الاستقرار المالي كركيزتين للنمو الاقتصادي المستدام على المدى المتوسط. كما تُقدّر الإيرادات المتوقعة بنحو 917 مليار ريال، أي بنمو نسبته 1.2% عن العام السابق، حيث يتوقع ارتفاع نسبة الإيرادات غير النفطية إلى الناتج المحلي غير النفطي لتصل إلى حوالي 16% في نهاية العام 2019م مقابل 7% فقط في العام 2012م، ومن المتوقع انخفاض العجز في الميزانية للسنة المالية الحالية 2019م ليبلغ حوالي 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي في العام السابق، ومن المقدر أن تبلغ النفقات في العام المالي القادم 2020م نحو 1,020 مليار ريال، مع استمرار العمل لتعزيز كفاءة الإنفاق دون الإخلال بمسار تنفيذ الخطط الهادفة للتنويع والتحول الاقتصادي، وأن تبلغ الإيرادات نحو 833 مليار ريال، وأن يبلغ عجز الميزانية نحو 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي.