نتحدث ونتحدث ونفرح بأن يكون لحديثنا صدى في قلوب الآخرين ولكن لم نعلم أن هنالك زلات لسان مغلوطة الاستخدام لفظاً ومعنًى نقلها لنا الكثير ونقلناها نحن بدورنا للجميع، ولم يقف البعض عند ذلك بل أصبحوا يرددونها ويتباهون بها وكأنها إنجاز نالوا عليه جائزة نوبل. ومن تلك الألفاظ التي سادت كسيادة الشاهي الأخضر بين الناس لإنزال الوزن، قولنا: *خليك رجل مقولة غير صحيحة لا معنًى ولا لفظاً، فالله سبحانه وتعالى خلق كل مخلوق وميَّزه عن الآخر، خلق الرجل وميزه عن الأنثى والحيوان أكرمكم الله وميزه عن الإنسان، وأيضاً إذا كان المقصد حثّه على أن يتصف بصفات الرجولة أو أن يكون رجلاً في القوة فهي أيضاً غير صحيحة، فالرجل هو رجل بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى ومبنى ويكفي كلمة رجل فقط.. *ذيب وذيبة كلمة أيضاً تُستهجن وغير مُرضية في استخدامها؛ لأن الذئب هو الحيوان المفترس الذي لا يحبه أحدٌ، وأيضاً وإن كان المقصد الفطنة والذكاء وغيرها فهي غير صحيحة الاستخدام لأن هناك أرقى من تلك الكلمات والله سبحانه وتعالى كرم الإنسان. *الرجل لا يبكي مقولة ولفظه موجعة لماذا؟! أليس الرجل بشر لديه إحساس ومشاعر أما أنه جدار وجماد؟؟ يحق للرجل البكاء والتخفيف عن ما بداخله أحياناً من ضغوط الحياة فالدموع نعمة. *لو كلام الناس فيه خير ما بيعت الجرائد بريالين مقولة تغالط الواقع وصحته وغير صحيحة الاستخدام؛ لأن البشر هم سادات حديثهم سواء كان خط قلم أو صوت أو غير ذلك ولو كان ذلك الحديث والمقولة صحيحة ما غزت الجرائد البيوتَ وتعلَّم منها الكثير وغيروا في حياتهم وسلوكهم من بعض الحروف الموجودة فيها وكان ذلك كله من نتاج حديث وكلام البشر. *مقولة عارك هذه المقولة مقززة وتصب فيها كل حروف الغضب من قِبل النساء؛ لأن العار هو الشيء المشين الذي يلتصق بصاحبه أينما يكون والمرأة هي الأم والزوجة والبنت والأخت هي الأمان وهي الرفيقة فبعد ذلك توسم بأنها عار من قبل جهلاء الفكر والتفكير. وخلف هذه الألفاظ أسراب من الألفاظ الأخرى، فإلى كل من مَر على حرفي وشهد همسي وقرأ سطري ما كان ذلك إلا عتب محب في طيات هذه العبارات ولذلك الواقع من زلات اللسان فلنرقى بحديثنا ونحاسب لساننا قبل أن نتفوه بحروفنا وكلماتنا ونباهي بها الدنيا. وتحياتي لعذب لفظكم وطيب منطقكم.