حج بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”، وقوله صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ) وقد فرض في السنة التاسعة للهجرة. والحج لا يجب على المكلف إلا إذا توفرت فيه شروط معينة هي: 1 – الإسلام ، حيث أن غير المسلم لا يجب عليه الحج ، ولو أتى به لم يصح . 2 – التكليف ، وهو أن يكون المسلم بالغًا عاقلاً . 3 – الحرية حيث أنه لا يجب الحج على العبد المملوك لأنه غير مستطيع ، لكن لو حج صح منه ، ويلزمه أن يحج حجة الإسلام بعد حريته . 4 الاستطاعة ، وتكون في المال والبدن ، بأن يكونَ عنده مال يتمكن به من الحج ، ويكون أيضاً صحيح البدن غير عاجز عن أداء المناسك ، فإن كان المكلف غير قادرٍ لا ببدنه ولا بماله ففي هذه الحال لا يجب الحج عليه ، لعدم تحقق شرط الاستطاعة . 5 وجود المحرم للمرأة . وللحج أركان أربعة ، وواجبات سبعة ، وما عدا الأركان والواجبات فسنة . 4 أركان للحج: أما أركان الحج الأربعة فهي : الإحرام ، الوقوف بعرفة ، وطواف الإفاضة ، والسعي . 7 واجبات للحج: بينما واجبات الحج السبعة فهي الإحرام من الميقات المعتبر للحاج ، الوقوف بعرفة إلى الغروب على من وقف نهارا ، المبيت بمزدلفة إلى بعد منتصف الليل والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق ورمي الجمار مرتبا ، والحلق أو التقصير ، وطواف الوداع ، وإذا كان الحاج متمتعا أو قارنا فعليه هدي واجب (ذبح شاة) . والباقي من أفعال الحج وأقواله سنن ، كطواف القدوم ، والمبيت بمنى ليلة عرفة ، والاضطباع والرمل في موضعهما ، وتقبيل الحجر ، والأذكار والأدعية ، وصعود الصفا والمروة . والفرق بين الركن والواجب والسنة : أن الركن لا يصح الحج إلا به ، والواجب يصح الحج مع تركه ، غير أنه يجب على من تركه دم (ذبح شاة ) ، أما السنة فمن تركها فلا شيء عليه . مواقيت الحج: وقسم أهل العلم مواقيت الحج إلى زمانية ومكانية، فالزمانية هي الشهور المحددة للحج ، وهي : شوال وذو القعدة وذو الحجة وتحديداً من أول شهر شوال إلى العاشر من ذي الحجة، أما المواقيت فهي كما حددها محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم كما يلي : 1- ذو الحليفة : وتسمى الآن آبار علي وهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي الميقات المخصص لأهل المدينةالمنورة وكل من أتى عليها من غير أهلها، وتبعد عن المدينةالمنورة حوالي 18 كم وعن مكةالمكرمة 428كم . 2 الجحفة : وهي ميقات أهل الشام ومصر وكل بلاد المغرب العربي وما وراء ذلك. 3 قرن المنازل : وتسمى أيضاً ميقات السيل الكبير، وهي لأهل نجد ودول الخليج العربي ومن سلك طريقهم. 4 يلملم : وهو ميقات لأهل اليمن وكل من يمر من طريقهم , ويلملم وادي على طريق اليمن يبعد 120كم عن مكة وسمي بهذا الاسم نسبة لجبل يلملم في تهامة، ويحرم الناس الآن من قرية السعدية. 5 ذات عرق : وهو ميقات أهل العراق وكل من يمر من ذلك الطريق إلى أن يحرموا للعمرة، فعليهم أن يخرجوا إلى التنعيم أو عرفة , ويسمى الضَريبة وهو يبعد 100كم عن مكة ، وهو مهجور الآن . 6 وادي محرم : وهو الميقات الذي يحرم منه أهل الطائف والمارون من شرف بالهدا. 7 التنعيم : وهو مسجد في مكة وأحد مواقيت الإحرام لأهل مكة. 8 الجعرانة : مسجد يقع في الجهة الشرقيةلمكةالمكرمة ومنه يعتمر أهل مكة. 3 نسك: وإذا وصل الحاج إلى الميقات فإنه مخير بين ثلاثة أنواع من النسك وهي : 1 التمتع : وصفته أن يُحرم بالعمرة وحدها من الميقات في أشهر الحج قائلاً عند نية الدخول في الإحرام : ” لبيك عمرة ” ، ثم يقوم بأداء مناسك العمرة من طواف وسعي وحلق أو تقصير ليحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام ، إلى اليوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية ، فإذا كان يوم الثامن أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أعماله . 2 – القِران : وصفته أن يحرم بالعمرة والحج معًا ، فيقول : ” لبيك عمرة وحجًا ” ، أو يُحرم بالعمرة من الميقات ثم يُدخل عليها الحج قبل أن يشرع في الطواف ، فإذا وصل إلى مكة طاف طواف القدوم ، وإن أراد أن يقدم سعي الحج فإنه يسعى بين الصفا والمروة ، وإلا أخره إلى ما بعد طواف الإفاضة ، ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه ، بل يبقى محرماً إلى أن يحل منه يوم النحر. 3 الإفراد : وصورته أن يحرم بالحج وحده ، فيقول : “لبيك حجاً” فإذا وصل إلى مكة طاف طواف القدوم وسعى للحج إن أراد ، وإلا أخره إلى ما بعد طواف الإفاضة كالقارن ، واستمر على إحرامه حتى يحلَّ منه يوم العيد . وأعمال المفرد والقارن سواء ، إلا أن القارن عليه الهدي لحصول النسكين له ، بخلاف المفرد فلا يلزمه الهدي ، لأنه لم يحصل له إلا نسك واحد وهو الحج .