أبواب توصد أخرى تفتح، وليس كل باب يفتح ستكون خلفه إضاءات الفرح وليس كل باب يرصد ستظل خلفه آمال تُبنى وأماني ترسم. جميعنا عندما تظلم الدنيا في عينه وفي قلبه وفي حياته يقدم موكباً فخماً من المجاملات والتبجيلات لكي يطرق أبواب البشر، طالباً رضاهم ومن ثم طالباً حاجته ويرق ماء وجه ويبعثر كرمته ويهز مبادئه حتى يصل لمبتغاه وقد يفتح الباب برحابة صدر وقد يفتح بعد الرجاء والترجي والذل، وربما يبقي الباب مغلقاً لأن أصحابه طغى عليهم إيثار النفس وإثراؤها بالطغيان والبخل فيبقي باباً لا يمكن طرقه مرة أخرى. وخلف ذلك الباب المفتوح دوماً هناك كرم كريم يداه تجودان ليلاً ونهاراً، لا يغلق في يوم من الأيام وليس له أسوار منيعة من الكبر والغرور ليس سيده بشر ولا إنسان. إنما سيده رب كريم كل شرطة فقط لفتح ذلك الباب (ادعوني أستجب لكم).. لقد تقاعس الكثير وقلَّت لديهم الهمم وتراجع الكثير إلى الوراء إلى حيث أبواب البشر وتناسوا “باب الله سبحانه وتعالى” الذي يهدي ولا يهدي له ويعطي ولا يعطي له ويكرم ولا يكرم له. ربِّ كريم إذا أعطى أجزل العطاء وإذا أخذ ما أشد أخذه ولكن! أين هم الذين استجدوا بأبواب الخلق وألحوا طَرْق أبوابهم وغفلوا عن الإلحاح في طرق باب الكريم؟ غفلوا عن الدعاء الذي هو مفتاح ذلك الباب الذي نسيناه بغفلتنا وضياعنا بين أبواب البشر. أيها القاصد أبواب البشر: أقبل إلى ذلك الباب الذي لن يُغلق أمامك ولكن ألحّ بالدعاء فسوف يفتح الباب حتماً ويقيناً وجزماً. أنتم بشر وأنا بشر ربما كانت لنا حاجة عند أحد البشر ولكن! لا تطرقوا أبواب البشر وتلحوا وهناك رب البشر أنفع وأجدى أن تطرقوا بابه وتلحوا في الطرق وتقفوا على عتبات بابه. ما كان هذا إلا حديث قلب همس بصدق وأحس إحساس العبد الذليل الفقير الذي يقف على باب ربه ويرفع يده ويثق بكرمه. كاتبة سعودية