يتصدر طبق الفول الموائد الرمضانية ولا تخلو السفرة الرمضانية في كل بيت من بيوت المدينةالمنورة من طبق الفول الذي يعدُّ الطبق الأساسي في الإفطار والسحور الرمضاني، حيث لقب بسيّد السفرة الرمضانية لارتباطه بذكريات الأحبة من الأباء والأجداد والبيوت والأحياء القديمة، إضافةً لما يتميز به هذا الطبق العريق من طعم لذيذ ورائحة زكية جذابة، وفوائد صحية جمّة. ومن أول يوم من أيام رمضان يزيد الإقبال على شراء الفول، حتى اللحظات الأخيرة قبيل أذان المغرب حيث تزدحم محلات بيع الفول قبل صلاة المغرب، ويصطف المشترون بالطوابير لشرائه لأنه المفضل على مائدة الإفطار في رمضان، وقد لا تكتمل المائدة بدونه عند الكثير لكونه وجبة غذاء مشبعة بعد صيام نهار كامل التي تقضي على الشعور بالجوع، حيث يفضل الكثير الحصول عليه طازجًا من الجرة إلى السفرة، وبجانبه السمن أو زيت الزيتون والتميس الطازج الحار والدقة المدينية. والفول المديني يحضر بطريقة تميزه عن غيره، فهو ذو طعم لذيذ وتتفرد به المدينةالمنورة حتى ذاع صيته خارجها. وتذهب ربة المنزل فاطمة عبد الحميد إلى القول: لا يمكننا أن نجلس على المائدة الرمضانية دون أن يكون عليها الفول والدقة المدينية، فمنذ أكثر من خمسين عامًا ونحن على هذه العادة التي لم نتخل عنها في شهر رمضان, لأن للفول المديني مذاقًا ورائحة خاصة ارتبطت بالمدينةالمنورة وذكرياتها الرمضانية الجميلة. وتقول ربة منزل أم فهد: إن الفول حاليًا متعدد ومتنوع الإضافات والنكهات والطعم، فنحن نضيف عليه بعض الإضافات مثل الفول بالحمص، والفول بالطحينة والبيض، والفول بالعدس، والفول القلابة، وكل نوع نكهة متيزة عادةً، ومن أشهر تلك الأنواع الفول المبخر.