يثبت التاريخ الذي سيدوّن القمة الحالية في تونس، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو أول القادة العرب الحاضرين من أجل المشاركة، وهو يلبّي دعوة خاصة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لزيارة بلاده قبل بدء أعمال القمة. كما أنه وبحسب البروتوكول، فإن أول دعوة وجّهتها تونس من أجل المشاركة في القمة، كانت للملك سلمان باعتباره رئيس القمة الأخيرة في الظهران (إبريل 2018). وزير تونسي يحتفي بكثافة المشاركة السعودية: أكد وزير تونسي أن المشاركة السعودية في القمة التي تستضيفها، ستكون هي الأكبر والأكثر كثافة وأهمية. وفي مؤتمر صحافي بتاريخ 21 فبراير الماضي، وبحسب ما نقلته وكالة "شينخوا" الصينية في نفس وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى بكين في زيارة مهمة للصين آنذاك، توقّع وزير الشؤون المحلية في تونس، مختار الهمامي، مشاركة ما بين 5 و6 آلاف شخص في القمة العربية في دورتها الثلاثين المقرر أن تعقد في نهاية شهر مارس بتونس، لكنه أوضح أن بين المشاركين هناك نحو ألف شخص يمثلون الوفد السعودي كأكبر وأبرز وأهم وفد (كما ألمح)، إلى جانب 21 وفدًا رسميًّا آخر تمثل بقية الدول العربية. السعودية في الصدارة فعلًا: من خلال القمة التي تستضيفها تونس للمرة الأولى منذ 14 يناير 2011، تتصدّر بالفعل السعودية بمرئياتها واهتماماتها، من أجل إنجاح القمة في مسارات مهمة مختلفة، استمرارًا لما تم تأكيده في القمة التي استضافتها العام الماضي في الظهران (قمة القدس). ولعل الصدارة السعودية تتجلّى في تقديم موضوع القدس على رأس أولويات القمة الفائتة والقمة الحالية، وإضافة الموقف المتقدّم برفض الإعلان الأمريكي لسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة قبل الحضور للقمة، إضافة على ضرورة إبراز ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة من خلال ما قدمته المملكة من مبادرات خاصة في هذا الجانب عبر التحالف الإسلامي العسكري والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب (اعتدال) وغيرهما، وضرورة إيقاف التمادي الإيراني والقطري في التدخل في شؤون الآخرين من خلال دعم العمليات المشبوهة بين حين وآخر.