على قدم وساق تستعد تونس لاحتضان القمة العربية ال30 نهاية الشهر الجاري وسط ترقب عربي كبير لاجتماع سيحضره زعماء العرب وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي وجهت له الدعوة الأولى لحضور القمة حيث يضيف حضوره مزيدًا من الزخم على مجريات وأعمال القمة. استعدادات غير مسبوقة تولي السلطات التونسية اهتمامًا بالغًا بالتحضير لاستقبال القادة المشاركين في القمة ، حيث تبدأ أعمال الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية وتسعى لبلوغ مستوى كبير على مستوى الحضور والتنظيم. واعتبر سياسيون أن الاستعدادات الأولية للقمة ناجحة إلى حد اليوم وأن جميع الأطراف قد قامت بواجبها بصفة كاملة خاصة فيما يتعلق بالاتصالات مع الدول الأعضاء. وعلى الصعيدين الأمني والخدمي قامت السلطات المختصة بإطلاق حملات للحفاظ على نظافة العاصمة وتنوير الطرقات ورصفها وزراعة النباتات حتى تكون البلاد على مستوى الحدث فضلًا عن خدمات التأمين للوفود العربية التي قد تتجاوز الستة آلاف حسب تصريحات تونسية رسمية. ومن المنتظر وفق تصريحات رسمية أن يحضر القمة غالبية ملوك وقادة الدول العربية فيما عدا الرئيس السوري بشار الأسد وذلك بمقتضى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وفق قرار عربي مشترك. مساعٍ حثيثة لإنجاح القمة رص الصفوف والبحث عن حلول ناجعة لأزمات المنطقة العربية فضلًا عن تعزيز العمل العربي المشترك هي بعض من قائمة تطول تطمح في بلوغها القمة العربية بتونس حسب مراقبين للشأن العربي. وأكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في تصريحات سابقة أن بلاده سوف تعمل على إنجاح هذه القمة وأن كل الأطراف التونسية مجندة لهذه المهمة. وتتعلق الآمال على هذه القمة تحديدًا بأن تكون مختلفة حيث عدلت فيها كل القوى الفاعلة الرسمية والشعبية على السواء بوصلتها لتتجه صوب إعادة رسم ملامح المشهد العربي والخروج بنتائج إيجابية تعيد التوازنات السياسية في المنطقة. وكان اللقاء الذي جمع بين الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ووفد المحامين العرب منذ أيام قليلة دليلاً على ذلك الاهتمام الذي توليه تونس للقمة حيث طالب الأمين المساعد لاتحاد المحامين العرب أمين خريس من السبسي استقبال كل الدول العربية معربًا عن ثقته في حكمة وقدرة تونس وقائدها على بلوغ التوافق. وبدوره قال السبسي بشكل صريح "التوافق العام لسوء الحظ غير موجود لكن في تونس لا إشكال لنا مع أي طرف" عاكسًا تطلع القيادة التونسية إلى تحقيق توافق بات ضروريًا في مرحلة يمكن وصفها بالحرجة. وتشكل الرئاسة التونسية الممثلة في الباجي قايد السبسي بوصفه شخصية مقبولة عربيًا وإقليميًا قاعدة متينة للخروج من قمة تونس بنتائج إيجابية وقرارات جديدة تواكب المتغيرات المستجدة وتجد حلولا للملفات المطروحة على طاولة القمة بكافة أبعادها. وحسب سياسيين ليست هذه المرة الأولى التي تحتضن فيها تونس قمة عربية بهذا الثقل فقد سبق لها أن استقبلت قمتين كانت الأولى عام 1979 والثانية في 1994 الأمر الذي يجعلها في مستوى التحديات. ومن المقرر أن يناقش القادة العرب الكثير من الإشكاليات والمواضيع التي تهتم في المقام الأول بتدعيم العمل العربي المشترك وسبل مواجهة الإرهاب والملفات الساخنة المرتبطة بالأوضاع في الدول العربية.