لم تكن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كغيرها من الرحلات السياسية التي استقبلتها باكستان على مدى سنوات طويلة، فما أظهرته البلاد حكومةَ وشعبًا وإعلامًا، كشف بشكل واضح عن المكانة التي تتمتع بها الرياض في قلوب الباكستانيين. الزيارة التاريخية وما سيصحبها من استثمارات واتفاقيات اقتصادية موسعة بين المملكة وباكستان، كانت على رأس اهتمامات وسائل الإعلام هناك منذ أكثر من أسبوع، وهو الأمر الذي منح العالم مؤشرًا واضحًا إلى الترحيب الذي سيحظى به الأمير محمد بن سلمان في باكستان. تاريخ طويل من العلاقات قدمت مجلة "داون" الباكستانية، نظرة عامة على أهم الأركان المنتظر مناقشتها في زيارة ولي العهد المنتظرة خلال الساعات القليلة الماضية، ولا سيما ما يتعلق منها بالشق الاقتصادي. واسترجعت المجلة الباكستانية العديد من المحطات التاريخية التي كانت أساس العلاقات الحالية بين الرياض وإسلام آباد، حيث أشارت إلى إرسال الملك عبد العزيز آل سعود عام 1943 أول مساعدات خارجية للبلاد بقيمة 10 آلاف جنيه إسترليني، للمساعدة في أزمة المجاعة التي اجتاحت البلاد. وذكرت المجلة أيضًا المساعدات السياسية التي قدمتها السعودية عام 1946 في عصبة الأمم "الأممالمتحدة" للوفد الباكستاني، والذي كان يواجه معارضة قوية من جانب نظيره الهندي خلال تلك الفترة. وأوضحت "داون" أنه لطالما حافظت السعودية وباكستان على علاقة قوية واستراتيجية، حيث عمل البلدان معًا بشكل وثيق جدًا في إطار العديد من المنتديات الثنائية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي. استقبال تاريخي ومن جانبها، التفتت شبكة "جيو" الإخبارية إلى الأجواء الرائعة التي تنتظر زيارة الأمير محمد بن سلمان، حيث أكدت أن هناك ترحيباً تاريخياً بانتظار ولي العهد والوفد رفيع المستوى الذي سيرافقه في الزيارة، بما في ذلك الوزراء الرئيسيون ورجال الأعمال البارزون. وأبرزت أن هذه الزيارة ستكون الأولى رسميًا لمحمد بن سلمان بعد أن أصبح وليًا للعهد قبل عامين تقريبًا، مشيرة إلى أنه خلال الزيارة سيلتقي محمد بن سلمان بالرئيس الدكتور عارف ألفي ورئيس الوزراء عمران خان ورئيس أركان الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا. رؤية 2030 قالت صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية الشهيرة، إن ولي العهد يحمل طموحات الأجيال الجديدة في المملكة، وهو الأمر الذي كان سببًا رئيسيًا في إطلاقه لرؤية 2030 الشاملة. وأوضحت الصحيفة أن الزيارة المنتظرة للأمير محمد بن سلمان في باكستان قد تمثل فرصة لكل من المملكة وباكستان على حد سواء لتحقيق أهداف الرؤية الشاملة للاقتصاد السعودي، خاصة وأن الخطط التي طرحها ولي العهد تغطي تقريبًا جميع جوانب الاقتصاد والحياة الاجتماعية والاستدامة البيئية. ويَنت "ديلي تايمز" أن خطط المملكة تشمل توفير أجواء مناسبة لجذب الاستثمارات الأجنبية، بهدف تحقيق مشاركة بقيمة 5.7 % للاستثمار الأجنبي المباشر في الناتج المحلي الإجمالي الوطني. جوادر مركز اقتصادي حيوي أبرزت شبكة "دنيا نيوز" الباكستانية الاهتمام السعودي بميناء جوادر الساحلي على بحر العرب، مؤكدة أن المسؤولين الباكستانيين أعلنوا بالفعل عن اهتمام الرياض بالاستثمار في تلك المنطقة الحيوية اقتصاديًا. وأشارت إلى أنه سيتم الإعلان عن 7 اتفاقات استثمارية تتعلق بالطاقة والسياحة والمعادن والبتروكيماويات والفنادق ومجمع لتكرير النفط والبتروكيماويات بتكلفة 10 مليارات دولار. تعتبر جوادر المركز الرئيسي للممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC) الذي أظهر ثقة المستثمرين في اقتصاد باكستان، حيث إن المشروع الذي يتكلف مليارات الدولارات يستعد لاستثمار ضخم في البلاد.