لم يكن الطفل السوري زين الرافعي يعرف كتابة اسمه باللغة الإنجليزية عندما اكتشفته المخرجة اللبنانية نادين لبكي في أحد شوارع بيروت، واختارته ليلعب دور البطولة في فيلمها كفر ناحوم الذي تم اختياره للتنافس على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في عام 2018، ولكنه فاز بجائزة لجنة التحكيم ثم تم ترشيحه للحصول على جائزة الأوسكار 2019 في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية لكن لم يكتب له الفوز. فيلم كفر ناحوم الذي قاد نادين لبكي لتكون أول مخرجة عربية يتم ترشيحها للفوز بجوائز الأوسكار، يلقي الضوء على أزمة اللاجئين السوريين في العالم العربي. نادين لبكي جازفت بالاعتماد في فيلم كفر ناحوم على فتى لم يسبق له التمثيل من قبل، لكنه قام بالدور بكفاءة حين كانت قصة الفيلم لا تختلف كثيرًا عن قصة حياته كلاجئ. وحياة الطفل السوري زين كانت شبيهة بحياة الشخصية التي يلعبها في فيلم كفر ناحوم وهي قصة لفتى سوري لا يملك أي وثائق ويكافح الفقر والتهميش، بينما يساعد أشخاصًا آخرين نازحين بينهم أم إثيوبية مهاجرة يعيشون في الأحياء الفقيرة من بيروت. يذكر أن هذه هي ثاني مرة يرشح فيها لبنان لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي للعام الثاني على التوالي، بعد فيلم قضية رقم 23 في عام 2018، من بطولة عادل كرم، وكامل الباشا، ومن إخراج زياد دويري. أما نادين لبكي فهي مخرجة لبنانية حققت نجاحًا باهرًا منذ عام 2005 بفيلمها كراميل، وهو أول عمل درامي لها، وفي عام 2006 أخرجت ومثلت واحدًا من الأدوار الهامة في فيلم كراميل، والذي يعرض مدينة بيروت التي لم يعرفها معظم الناس. وبدلًا من أن تستعرض القضايا السياسية التي أزعجت لبنان قدمت كوميديا من خلال خمس سيدات لبنانيات يعشن في بيروت تجمعن في مركز تجميل ويناقشن القضايا المتعلقة بالحب والجنس والتقاليد والإحباط والتغيرات اليومية. تم عرض الفيلم لأول مرة خلال أسبوعي المخرجين بمهرجان كان السينمائي في 2007، وكان ناجحًا تجاريًّا في صيف العام نفسه، فقد تم بيعه في جميع أنحاء العالم وحصد الجوائز الهامة في عدة مهرجانات حول العالم، حيث جعلها تلقي الكثير من الإشادة كممثلة ومخرجة علي حد سواء، ووضعها في قائمة أفضل 10 مخرجين في مهرجان صندنس السينمائي، وفي عام 2008 منحتها وزارة الثقافة والإعلام الفرنسية شارة فارس وسام الفنون والآداب.