تطورات متلاحقة تشهدها الساحة السياسية في فنزويلا بعد انتخاب زعيم المعارضة رئيسًا للبلاد، فيما لا يزال الرئيس السابق نيكولاس مادورو يعتبر نفسه رئيسًا للبلاد، مطالبًا البعثة الأميركية بمغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن، فيما أيدت بعض الدول الإطاحة بمادورو، بينما رفضت دول أخرى وأعلنت تأييدها له، وسط مظاهرات واشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في الشوارع. زعيم المعارضة رئيسا للبلاد: وأدى رئيس البرلمان في فنزويلا خوان غوايدو، الأربعاء، اليمين رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وذلك بعد أن اعتبرت المعارضة أن حكم نيكولاس مادورو غير شرعي، فيما سارعت واشنطن إلى الاعتراف بغوايدو. وقد أدى رئيس الجمعية الوطنية في البلاد، غوايدو، اليمين أمام حشد كبير، فيما نزل مئات الآلاف من مؤيديه، ومناصري مادورو إلى شوارع العاصمة كراكاس، وسط دعوات للجيش وقوات الأمن إلى دعم الديمقراطية وحماية المدنيين. وفي وقت لاحق، اشتبكت الشرطة الفنزويلية مع معارضي مادورو في شوارع العاصمة. أسرع رد فعل دولي: وفي أسرع ردود الفعل الدولية، أعلن ترامب اعترافه بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيسًا انتقاليًّا للبلاد، داعيًا الدول الغربية إلى حذو حذوه. وردًّا على خطوة ترامب، أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلاوالولاياتالمتحدة، معطيًا موظفي السفارة الأميركية مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد. وتعهد ترامب بأن “تلقي الولاياتالمتحدة بكل ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا”. أما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، فقد دعا الجيش الفنزويلي وقوات الأمن إلى “دعم الديمقراطية وحماية المدنيين”، مطالبًا مادورو بالتنحي لصالح “الرئيس الشرعي الذي يعكس إرادة الشعب الفنزويلي”. من جانبه، قال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية: إن “كل الخيارات مفتوحة إذا اعتدى مادورو على أعضاء الجمعية الوطنية”، لافتًا إلى أن العقوبات الحالية على فنزويلا هي “جزء بسيط من الإجراءات التي يمكن اتخاذها”، كما اعترفت الحكومة الكندية، ومنظمة الدول الأميركية بغوايدو رئيسًا للبلاد. بينما أعلنت المكسيك رفضها الإطاحة بمادورو، مؤكدة استمرارها في الاعتراف به رئيسًا شرعيًّا للبلاد. وكان غوايدو قد أعلن، الجمعة، أنه مستعد لتولي رئاسة البلاد، بعدما اعتبرت المعارضة أن فترة الولاية الثانية لمادورو غير شرعية. احتجاجات في كراكاس: وقد خرجت موجة من الاحتجاجات في كراكاس يوم الاثنين، إثر انتفاضة عسكرية قصيرة بثت الأمل في أن يتمكن رئيس الكونغرس الجديد من توحيد المعارضة والإطاحة بمادورو. وقال غوايدو (35 عامًا) في مقابلة مع رويترز، الثلاثاء: إنه “ينوي إذا أصبح رئيسًا أن يوفر حماية قانونية للجنود والمسؤولين المنشقين”، لكنه قال: "ستطبق العدالة بحق أولئك الذين ارتكبوا أفعالًا مشينة". وأضاف: “ظللنا طيلة 20 عامًا نعاني هجمات. قتلوا زعماء سياسيين وسجنوا آخرين، وتعرضت أنا للخطف لبضع ساعات، قتلوا أصدقائي". أوضاع سياسية واقتصادية خانقة: وكان مادورو قد أدى الخميس، اليمين لفترة ثانية متحديًا منتقديه في الولاياتالمتحدة ودول أميركا اللاتينية، وذلك بالرغم من الأوضاع السياسية والاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد. وكانت حكومة مادورو قد سجنت العشرات من النشطاء وقادة المعارضة بتهمة السعي للإطاحة بالرئيس خلال مظاهرات في عامي 2014 و2017. كما قتل 125 شخصًا في اشتباكات مع الشرطة في احتجاجات عام 2017.