نتائج مبهرة تلك التي حققها منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي انطلق أمس الأول بزخم اقتصادي وسياسي كبير. وعلى الرغم من محاولة التشويش والاستهداف التي تعرض لها “دافوس الصحراء” قبيل انطلاقه إلا أن النتائج جاءت لتكسر كل التكهنات بتأثر المؤتمر بالجلبة الإعلامية الفارغة التي سبقته. راضون جدًا أبدت المملكة رضاها التام بنتائج المؤتمر، وقال محمد الجدعان وزير المالية في اليوم الثالث والأخير من المنتدى إن المؤتمر حدث رائع ونحن راضون جداً. وأعلنت المملكة في اليوم الأول من مؤتمرها الرائد عن التوصل لاتفاقيات ومذكرات مع شركات عالمية في مجالات النقل والطاقة بقيمة أكثر من 50 مليار دولار. من جهته أكد الرئيس التنفيذي لمشروع “نيوم” عن عقد عشرات الاجتماعات، مؤكدًا أن الانسحابات لم تؤثر على مجال العمل في شيء ومشيرًا على أن مشروع نيوم لا يزال مستمرًا وماضيًا مع شركائه المحتملين. وكان الأمير محمد بن سلمان قد أعلن العام الماضي عن مشروع “نيوم” العملاق بتكلفة بلغت 500 مليار دولار . استثمارات ضخمة في غضون ذلك أكد وزير الطاقة خالد الفالح أن المملكة في إطار مساعيها لتعزيز الصناعة تتوقع جذب استثمارات بأكثر 427 مليار دولار بحلول 2030 ، مشيرًا أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية هو البرنامج الأكبر والأهم وله الأثر الفائق على الاقتصاد السعودي”. وتجاوز حجم الثروة المعدنية للمملكة وفقًا لتصريحات الفالح ال1.3 تريليون ريال. وصرحت الهيئة العامة للاستثمار بأن المملكة وقعت صفقات بقيمة 4.4 مليار دولار لتطوير قطاعي الإسكان والإنشاءات وشملت الصفقات الموقعة خلال المؤتمر اتفاقاً مع شركة الإنشاءات الأمريكية كاتيرا لدعم الإسكان على استخدام وسائل البناء الحديثة. كما وقعت مجموعة باور تشاينا انترناشيونال الصينية مذكرة مع وزارة الإسكان لبناء 17 ألف منزل على مدار 6 أعوام بقيمة 2.7 مليار دولار. في السياق ذاته اتفقت مجموعة ساني وهي شراكة سعودية صينية على التعاون مع الحكومة في مجال التطوير العقاري. وخلال احتضانها لمنتدى مستقبل الاستثمار سعت المملكة لاستقطاب استثمارات جديدة في إطار خطتها لتنويع الاقتصاد المرتهن على النفط. الشركات تعتذر دفعت نتائج المؤتمر الشركات التي تغيبت عن الحضور لاحقًا للاعتذار عن عدم حضورها. وبخصوص ذلك أكد وزير النفط خالد الفالح أن كل الشركات التي تغيبت عن المؤتمر قامت بالاتصال خلال ال48 ساعة الماضية مبدية اعتذارها ومعبرة عن أسفها وواعدة بالعودة وفتح المكاتب خلال أسابيع لإعادة العلاقات إلى طبيعتها. وأوضح الفالح أن واشنطن ستظل جزءًا أساسيًا من اقتصاد المملكة لأن ما يربط بين المملكة والولايات المتحدة مصالح أكبر من أن يتم إضعافها أو المساس بها عبر الحملات الفاشلة لمقاطعة المؤتمر.