خطوة غير مسبوقة تلك التي أقدمت عليها إثيوبيا باستحداث وزارة جديدة تحت مسمى وزارة السلام وعينت امرأة في منصب وزارة الدفاع ضمن خطة ينفذها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للنهوض بالدولة. خطوات يحاول رئيس الوزراء من خلالها رسم خريطة جديدة للنهوض بالبلاد ومواجهة أعمال العنف العرقية داخل المجتمع في سبيل إصلاح المجتمع من الداخل ودفع عجلة التغيير إلى الأمام. وكان البرلمان الإثيوبي قد صادق بالإجماع على التشكيلة الوزارية الجديدة لحكومة آبي أحمد والتي ضمت 10 نساء للمرة الأولى في تاريخ إثيوبيا. أبي أحمد 42 عامًا أول رئيس وزراء من قومية أورومو في تاريخ إثيوبيا القديم والحديث وأول مسلم يعتلي هرم الوزارة في البلاد، فهو مناضل قاتل ضد نظام منغستو هيلاميريام الماركسي. وكان انتخابه وسط حالة من الطوارئ ومخاوف تعيشها إثيوبيا من مواجهات بين المجموعات الإثنية عقب استقالة ديسيلين بمثابة طوق نجاة من للبلاد في وقت كانت فيه إثيوبيا أشبه ما تكون بطائرة تحلق في منطقة مطبات جوية. حكومة جديدة في حكومة جديدة تعد هي الثانية التي يشكلها وتضم عشرين عضوًا ، وبموجب تعديل وزاري عين آبي أحمد – الذي أحدث انقلابًا سياسيًا إصلاحيًا في البلاد منذ تعيينه في أبريل الفائت – وزيرين جديدين للمالية والدفاع في تعديل لم يبق سوى على 4 وزراء فقط في مناصبهم، أبرزهم وزير الخارجية، ورقينة جبيو، ووزير المياه والري، سليشي بقلي، وزير الصحة الإثيوبي، أمير أمان. دمج واستحداث ودمج آبي عددا من الوزارات ليخفض عددها إلى 20 وزارة بعد أن بلغ عدد الوزارات في الدولة 28، كما استحدث وزارة جديدة للسلام تولت حقيبتها “مفريات كامل” التي استقالت من رئاسة البرلمان الإثيوبي خلال جلسة البرلمان. وتشرف وزارة السلام التي تم استحداثها على جهاز الاستخبارات والأمن الوطني؛ وكالة أمن شبكات المعلومات؛ ومفوضية الشرطة الفيدرالية. للنساء حظ الأسد خلال عرضه لقائمة مرشحيه، قال آبي أحمد، إن “وزيراتنا سيحطمن المقولة القديمة بأن النساء لا يصلحن للقيادة”. وفي خطوة جريئة سلم “آبي” نصف المناصب الوزارية الجديدة لنساء للمرة الأولى في تاريخ إثيوبيا القديم والحديث. وحظيت المرأة الإثيوبية على نصيب الأسد في الحكومة الجديدة، حيث تم تعيين عائشة محمد موسى وزيرة للدفاع، على أن تصبح أول امرأة مسلمة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد فضلًا عن 10 وزيرات أخريات. عائشة موسى وزيرة للدفاع وعائشة محمد موسى ذات خبرة سياسية طويلة توحي بالتفاؤل بحملها حقيبة سيادية بهذا الحجم حسب ما ذكرت تقارير صحفية. وعائشة من أصل إثيوبي ولدت لأب وأم مسلمين في إقليم عفار شرق البلاد، التحقت بكلية الهندسة وبرعت فيها وعملت في عدد من المشاريع الدولية المتعلقة بالإنشاءات. في 2015 استطاعت أن تتولى منصب وزير السياحة والثقافة وكان لها دور بارز في إنعاش السياحة في بلادها وخلق مشاريع مشتركة مع واشنطن عبر العديد من الزيارات بين المسؤولين والمنظمات الحقوقية لإثيوبيا. في أبريل 2018 تم تعيينها وزيرة للبناء وخلال توليها الوزارة وضعت برنامجًا لتنمية قدرات البلاد خلال ال10 سنوات المقبلة وفي عهدها تم إنشاء عدد من المجمعات الصناعية، وساهمت في وضع قانون ينظم عملية بناء المشروعات في البلاد، وكان لها دور في الإشراف على بناء سد النهضة.