كشفت صحيفة ديلي بيست الأميركية الأسباب التي قادت قطر لأكبر حملة قرصنة إلكترونية على آلاف الحسابات والبريد الإلكتروني لعدد غير قليل من الأشخاص الذين يمثلون خصوم الدوحة في الولاياتالمتحدة الأميركية. وحسب الصحيفة الأميركية، فإن إيلوت برودي وهو الممول الجمهوري لحملة ترامب، والذي كان قد تعرض في السابق لحملة قرصنة قطرية، قد كشف عبر تحقيقاته الخاصة أن 1200 شخص كانوا هدفًا لتلك العمليات. وأكد خبير في الحماية الرقمية للصحيفة الأميركية: “من المستبعد أن يقوم الأفراد بذلك”، مشيرًا إلى أن أصابع الاتهام تتجه إلى الدوحة. ولم ينكر جاسم بن منصور آل ثاني، الملحق الإعلامي في السفارة القطريةبواشنطن، الكثير من الاتهامات، غير أنه أصر على نفي الأمر برمته عن بلاده. وتضمنت الأهداف التي تم وضعها للقرصنة القطرية العمل على اختراق العديد من الحسابات التابعة للمعارضة السورية، وذلك على الرغم من كون الدوحة ظاهريًا تنتمي إلى تحالف أصدقاء سوريا الذي أسسته واشنطن لعزل بشار الأسد. وقال كنان رحماني، أحد نشطاء المعارضة السورية: “لقد كنت أتحدث صراحة ضد المتشددين والإرهابيين بشكل عام، وضد الإخوان المسلمين على وجه الخصوص .. لم أدرك أن ذلك من شأنه أن يجعل قطر تنظر إلي كخصم”. وكان وائل السواح، وهو عضو مجلس إدارة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أكد أنه أحد الأهداف التي وضعتها الدوحة، قائلًا: “ليس لدي أي فكرة، أنا منشق عن عائلة الأسد، واضطررت إلى مغادرة سوريا بسبب ذلك، أنا لست على اتصال بأي جهة حكومية، كما أنني لست على اتصال مع أي ممثل غير حكومي في الخليج”. قطر لها تاريخ طويل من الأعمال الاستفزازية والتي اتسمت بالإرهاب الفكري والمادي خلال الفترة الأخيرة، حيث قادت حملة اختراق إلكترونية لتبعث برسائل تهديد وترهيب واضحة إلى خصومها السياسيين خلال الفترة الأخيرة. وكشف الصحفي والمحلل السياسي أمجد طه، أنه تلقى سلسلة من مكالمات مجهولة المصدر، تُهدده بالكشف عن جرائم جنسية لها في سويسرا، حال مواصلته في انتقاد تنظيم الحمدين في قطر، وذلك حسب ما جاء في صحيفة ذا ناشونال الإماراتية الناطقة بالإنجليزية. وأشار طه إلى أنه تلقى خمس مكالمات هاتفية لتهديده بأمور مختلفة، وذلك للتوقف عن فضح الجرائم القطرية المختلفة على مستوى العالم. وقال طه: “هناك مكالمات منذ عام 2017، أخبروني حرفيًا بأن هناك صورًا خاصة لك سنكشف عنها ذلك إذا واصلت إثارة الحرب ضدنا”. كانت “الحرب” المزعومة إشارة إلى انتقاداته الصارخة لقطر في وسائل الإعلام العربية، وهي رسالة قطر إلى منتقديه عن طريق الإرهاب. اكتشف السيد طه فقط في منتصف أغسطس – بعد نشاط غريب على حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية – أن أحد حسابات البريد الإلكتروني له يبدو أنه تم اختراقه. وألقي باللوم على عملاء مرتبطين بدولة قطر في هذا الأمر، وقال إنه استشار محامين بشأن مقاضاة سفيرها في لندن، ورفض تسمية فريقه القانوني لأسباب تتعلق بالسلامة.