وجه السفير الكندي السابق المطرود من المملكة، انتقادًا لاذعًا لبلاده بسبب ما وصفه ب”دبلوماسية تويتر”، والتي أدت في نهاية المطاف إلى مشكلة ضخمة بين الرياض وأوتاوا. وأشار الدبلوماسي المتقاعد دينيس هوراك خلال حواره مع شبكة CBC الكندية، إلى أن كندا عليها التعامل بوضوح في المشكلة المعلقة مع المملكة، مشددًا على ضرورة البدء في التعامل المباشر مع الرياض وليس عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وقال هوراك: “اتجهنا بعيدًا عن الواقع وعما يجب أن نفعله في هذا الخلاف الدبلوماسي، علينا أن نبدأ في اتخاذ القرار، هل نريد ذلك؟ هل نريد إنقاذ هذه العلاقة أم لا؟”. وبخلاف تصريحات هوراك، على مدار الأشهر الثلاث الماضية ظهرت العديد من الأصوات السياسية ذات المسؤولية المباشرة في الحكومة وغير ذلك، تندد بتصرفات أوتاوا التي أدت إلى مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية ضخمة للبلاد خلال الفترة الماضية. حديث صحيفة ذا غلوبال آند ميل الكندية، أكد أهمية العلاقات الاقتصادية التي تجمع بلادها بالمملكة، ومدى تأثير ذلك على النشاط التجاري في الوقت الحالي على كندا في الوقت الحالي والمستقبل القريب، وأن التعاون التجاري بين المملكة والشركات التجارية في كندا كان من أهم الركائز للاقتصاد. وأشارت الصحيفة والتي تمتلك سمعة واسعة على مستوى وسائل الإعلام في كندا والتي أيضًا تنتمي للحكومة إلى أن التجارة بين أوتاوا والرياض بلغت خلال العام الماضي 4 مليارات دولار، وهو ما يجعل إيقاف تلك التعاملات بمثابة صدمة قوية لكندا. ولم يكن التأثير الاقتصادي هو الأكبر لكندا، حيث لخَصت ناشطة كندية عبر حسابها على موقع تويتر، والذي يحمل اسم “JAMIE T” خسائر بلادها من الصدام الدبلوماسي مع الرياض على خلفية تدخل أوتاوا في الشؤون السعودية، قائلة: “البلد الوحيدة التي تُدخل سياساتها الخاصة في الاتفاقات التجارية هي كندا”. وأكدت الناشطة الكندية أن “هذا هو السبب الذي لم يجعل أي بلد تعلن مساندتها لكندا في مواجهة السعودية الدبلوماسية، فكندا تفرض قيمها الخاصة على الآخرين”. وبشأن العلاقات بين المملكة وكندا بشكل عام، قالت JAMIE T: “أنتم لا تحبون الثقافة السعودية، وماذا يهُم، هم أيضًا لا يحبون ثقافتنا، ولكنهم لا يضعون هذا الهراء شرطًا في الصفقات التجارية”. جاء ذلك ردًا على عدد من وسائل الإعلام التي سخرتها كندا في الآونة الأخيرة، وتحديدًا في أعقاب الخلاف الدبلوماسي بين البلدين. المملكة رأت أن التدخل الواضح لكندا في شؤونها الداخلية أمر يتطلب ردًا حادًا لمنع أي طرف من محاولة التدخل في السيادة السعودية، وهو الأمر الذي وضح من خلال العديد من الملفات الدبلوماسية التي خاضتها المملكة في العام الماضي. وقال كريستيان أولريتشسين الأستاذ في معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس بولاية تكساس: “إن التمزق في العلاقات الدبلوماسية السعودية مع كندا يبرز كيف أن المملكة “الجديدة” التي يقودها محمد بن سلمان ليست مضطرة على الإطلاق إلى تحمل أي شكل من أشكال التدخل في تعاملها مع شؤونها الداخلية”.