أولت المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها، اهتماماً كبيراً بقطاع سكك الحديد، بكونها إحدى ركائز النقل بالمملكة، ومساهمتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودورها المحوري في نقل البضائع والركاب بين مدن المملكة . ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بدأ النقل بواسطة القطارات للركاب والبضائع عن طريق خط الرياض – الدمام حين وضع لبنة التدشين الأولى عام 1367ه / 1947م، وافتتح الخط الحديدي الأول في 20 من أكتوبر 1951م/ 1371ه ، بطول 569 كيلو متر، وذلك بالتزامن مع إنشاء الميناء التجاري بالمنطقة الشرقية، وتُكمل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية شهر أكتوبر المقبل عامها ال67. ويؤكد اهتمام الدولة وتوجهها لتطوير هذا القطاع، ما توالى من مراحل للتطوير لهذا الخط الحيوي، حيث تم إنشاء خطوط عدة للربط بين الرياض ومدن عدة بالمنطقة الشرقية، كما حُدِّث الخط الرئيسي الرابط بين الرياضوالدمام. ففي عام 1401ه الموافق لعام 1981م افتتحت محطات ركاب الخطوط الحديدية الرئيسة في الرياضوالدماموالهفوف، وفي عام 1405ه الموافق لعام 1985م إنشاء خط حديدي آخر بين الرياضوالدمام بطول 449 كيلومتراً اختصر زمن الرحلة إلى 300 دقيقة بدلاً من 420 دقيقة، وتبلغ سرعة قطارات (المؤسسة) الحديثة 160 كم في الساعة. وتنقل قطارات (المؤسسة) أعداداً غير قليلة من المسافرين في دلالة على ثقة المواطنين والمقيمين في وسيلة التنقل وتوافر جوانب الأمان والسلامة فيها مقارنة بوسائل النقل الأخرى، حيث نقلت قطارات الركاب 1,48 مليون ونصف المليون راكب تقريباً خلال العام الماضي 2017م بين محطاتها الأربع في الدمام ، بقيق ، الهفوف ، والرياض . واستمراراً لاهتمام الدولة بهذا القطاع، تم تنفيذ العديد من مشاريع الخطوط الحديدية الحيوية، ومنها قطار الشمال، قطار الحرمين السريع ، قطار المشاعر، إضافة إلى تخطيطها للتوسع في الشبكة الحديدية والنقل بالقطارات لتشمل مدن عدة حسب رؤية المملكة 2030م. وفي العام 1427ه/ 2006م، أنشئت الدولة، الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار”، لتنفيذ وتشغيل الشبكة الحديدية ومشروع قطار الشمال الذي يشمل خطي التعدين والركاب. و دشنت “سار” – وهي شركة حكومية تعود ملكيتها بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة – خدمة نقل الركاب بالقطارات بين محطاتها في كل من الرياضوالمجمعةوالقصيم، في 29 جمادى الأولى 1438ه، الموافق 26 فبراير 2017م، ثم أتبعتها بتشغيل محطة الركاب في حائل في 26 نوفمبر 2017م، وتتهيأ حالياً لتشغيل محطة الجوف خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما تخطط لتسيير رحلات القطار إلى محطة القريات خلال 2019م. وستسهم خدمة نقل الركاب بالقطارات في طرح خيار جديد لأبناء المناطق الشمالية، يتميز بالسرعة والراحة والأمان يربطهم بمدن عدة بالمملكة. ولدى ” سار” في قطار الشمال، نوعان من قطارات نقل الركاب “نهارية وليلية”، فيما تتوزع على خط الركاب ست محطات في كل من الرياض ، المجمعة ، القصيم ، حائل ، الجوف ، والقريات. وتتكون رحلات القطارات النهارية من قاطرتين وتسع عربات أربع للدرجة الاقتصادية، وثلاث عربات لدرجة رجال الأعمال، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة وبسعة 444 راكباً، وتبلغ سرعة القطار 200 كم في الساعة, فيما تتكون رحلات القطارات الليلية التي خصصت للمسافات الطويلة، من قاطرتين، و13 عربة ثلاث للدرجة الاقتصادية، وعربة واحدة لدرجة رجال الأعمال، وثلاث لمقصورات النوم، وأربع عربات لشحن السيارات، وواحدة للوجبات الخفيفة، و لنقل الأمتعة، ويتسع القطار ل 377 راكب. ومع تدشين محطة سار للركاب في الجوف خلال الأيام القليلة المقبلة كما أعلنت الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” مؤخراً، فإن بإمكان المواطنين والمقيمين سواء في منطقة الجوف والمناطق المحيطة، السفر من الشمال حتى المنطقة الشرقية بواسطة محطات سار ومحطات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بمسافة تصل إلى أكثر من 1400 كم، وبدأت شركة سار تشغيل خط الركاب في فبراير 2017 ، وتنهي تشغيل كامل مشروع خط الركاب من خلال افتتاح محطة القريات خلال 2019. ومن منطلق اهتمامها بضيوف الرحمن أنشأت الحكومة، قطار الحرمين السريع ليربط بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة لخدمة زوار وضيوف الحرمين الشريفين، والذي يتهيأ للتشغيل الفعلي حالياً ويتضمن خمس محطات للركاب في كل من مكةالمكرمة و جدة – مطار الملك عبدالعزيز، و مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، والمدينة المنورة. حيث يختصر وقت السفر إلى ساعتين و15 دقيقة تقريباً مقارنة بأكثر من أربع ساعات بالسيارة. ويتكون القطار من 13 عربة 4 أعمال و 8 اقتصادي و عربة طعام ، بسرعة 300 كم / س، وعدد35 قطاراً سعة القطار الواحد 417 مقعدا، بطول 450 كم كهربائية مزدوجة ، ومدة الرحلة بين مكة والمدينة ساعتين و15 دقيقة.