سلط تقرير أميركي الضوء على واحدة من الكوارث الطبيعية التي تهدد بزوال نظام الملالي في إيران، والتي قد تسهم في كشف مواطن الضعف المتعددة في نظام حكم الملالي، والذي كاد أن ينكسر في نهاية العام الماضي، بعد سلسلة من التظاهرات التي كشفت الوجه القبيح لإيران في التعامل مع شعبها. وقال التقرير الذي نشرته مجلة واشنطن ريبورت المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط: “يكافح القادة الإيرانيون بعد أشهر من احتجاجات مناهضة للحكومة اجتاحت البلاد في أواخر ديسمبر ويناير، لضمان أن القضايا البيئية التي ساعدت على إشعال انتفاضة شعبية في سوريا عام 2011 مما أدى إلى حرب أهلية وحشية، لا تهدد قبضة رجال الدين على السلطة في إيران”. وأضافت المجلة الأميركية: “واجهت إيران موجة جفاف أثرت على معظم البلاد لأكثر من عقد من الزمن، وهبطت الأمطار إلى أدنى مستوى لها خلال نصف قرن، مما أدى إلى بروز مشكلات بيئية في الاحتجاجات في السنوات الأخيرة، وغالبًا في المناطق التي تسكنها الأقليات العرقية مثل الأذربيجانيين والعرب الإيرانيين”. وأوضحت أن الاضطرابات بين الأقليات العرقية، الذين يمثلون نصف سكان إيران تقريباً، تحمل أهمية إضافية لنظام الملالي في إيران بالوقت الحالي، خاصة وأنهم يعلمون جيدًا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحمل مشاعر كراهية تجاه الملالي، وهو ما اتضح من خلال تعيين جون بولتون مستشار الرئيس للأمن القومي، وهو ما يظهر أن ترامب يضع القضاء على الملالي ضمن أولوياته بشكل رئيسي. يخشى الملالي من ميول بولتون، والذي قد دعا خلال الأشهر القليلة الماضية إلى تغيير النظام في إيران، والتوافق مع مجموعة معارضة. وبيَنت المجلة أن واشنطن لن تجد ظروفاً أفضل من التي يمر بها الأذربيجانيون والعرب الإيرانيون في الوقت الحالي، والذين يتأثرون بشدة بالعديد من العوامل الاقتصادية نتيجة الجفاف المستمر منذ سنوات. ويواجه المجتمع الإيراني مشكلات ضخمة على المستوى الإنساني، خاصة في ظل رغبة نظام الملالي في عدم إظهار تلك الأزمات والمشكلات إلى النور، كما أنه يتجنب أن تصبح تلك الحوادث مادة للتداول الإعلامي على مستوى العالم بشكل رئيسي. وغزا مئات الآلاف من الإيرانيين الشوارع خلال نهاية العام الماضي، مطالبين بإسقاط النظام الذي يوجه معظم طاقته وقدراته المادية إلى دعم العشرات من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في سوريا والعراق واليمن، متناسيًا أحوال مواطنيه الذين يطحنهم الفقر وسوء الأحوال بشكل مستمر.