جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالأمس بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران؛ لتبدأ مرحلة جديدة من العقوبات وتحجيم إيران ووضع حد لممارستها العدوانية في المنطقة. وبحسب المراقبين فإن الاتفاق النووي فشل في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأدى إلى استغلال إيران للمنافع الاقتصادية من رفع العقوبات لنشر الفوضى في المنطقة؛ ما أدى إلى زيادة التهديد الإيراني للمجتمع الدولي. ممارسات عدائية وتدخلات مارقة ويكفي فقط أن نلقي نظرة عابرة إلى اليمن وسورياوالعراقولبنان لنرى ما آلت إليه التدخلات الإيرانية المارقة في شؤون دول المنطقة، حيث دمرت سوريا، وعصفت بالشرعية في اليمن، وفي لبنان بات حزب الله دولة داخل دولة، وفي العراق نشاهد الميليشيات الإيرانية المدججة بالسلاح ترتع في الشوارع وتُهجر أهل السنة. فمع مرور الوقت ثبت عدم صحة الحجة القائلة بأن الاتفاق ساهم في تدعيم قوة ما يسمى بالمعتدلين والتي كان يروج لها البعض. تحفظات المملكة ورغم تحفظات المملكة على هذا الاتفاق الذي أغفل برنامج إيران للصواريخ الباليستية وافتقاره لآلية فعالة تتيح للمفتشين الدوليين الوصول للمواقع العسكرية، وطبيعته المؤقتة إلا أن المملكة رحبت به في السابق في ظل تأكيدات الأطراف الدولية بأنه سيسهم بشكل إيجابي في تغيير سلوك إيران وسيقوي ما يسمى بالعناصر المعتدلة داخل النظام، لكن ما حصل هو أن إيران استفادت من المنافع الاقتصادية من رفع العقوبات لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار وزيادة وتيرة برنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية وتزويد الميليشيات الطائفية التابعة لها بالأسلحة المتقدمة. التطورات على الأرض إلا أن تطورات الأمور على الأرض أثبتت عكس ذلك، حيث مكن الاتفاق المشبوه، إيران من مواصلة سلوكها العدائي بدون أن يقطع الطريق وبشكل نهائي أمام سعيها لامتلاك أسلحة نووية، بل أتاح لها المحافظة على قدرتها على إجراء أبحاث نووية وقدرتها على تطوير أسلحتها. أو يمكن القول إن إيران استغلت هذا الاتفاق في مواصلة تجاربها السرية ومواصلة السياسات العدائية وتدخلاتها الخارجية في المنطقة. المملكة تؤيد الموقف الأمريكي وتؤيد المملكة انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق لأن ذلك سيعرض النظام الإيراني لضغوط ترغمه على تغيير مسار أنشطته العدائية وضمان عدم مكافأته ووكلائه من الآن فصاعداً، كما أن هذه الخطوة وبذات الأهمية ستساعد في ضمان الحد من تدفق التمويل العالمي نحو الأنشطة الإرهابية والنووية غير المشروعة. ويشير موقف الرئيس الأمريكي باتخاذ إجراءات حازمة ضد إيران إلى عودة الدور القيادي الأمريكي في المنطقة والتزام الولاياتالمتحدةالأمريكية لدعم جهود حلفائها في مكافحة الإرهاب والتصدي للسياسات الإيرانية المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة .