رحب الأمين العام لمجلس التعاون د. عبداللطيف الزياني، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بانسحاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة العقوبات المفروضة عليها، وفرض عقوبات جديدة مشددة. وأضاف معاليه: إن هذا الموقف «موقف شجاع جاء رغبة منه في ضمان خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وردا على سياسات إيران العدائية في المنطقة». كما رحبت بدورها معظم الدول الخليجية بالقرار الأمريكي بهدف تقييمه وإعادة صياغته ليشمل مواجهة تهديدات ايران للأمن الإقليمي. وصحيح ان دول الخليج رحبت في البداية بالاتفاق النووي وكان ذلك لإيمانها ان الاستقرار والسلام في منطقة الخليج هو استقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل. وأن حل المسألة النووية من خلال استجابة طهران لهواجس المجتمع الدولي وإخضاع برنامجها النووي للمراقبة والتفتيش، يطوي صفحة من التوتر والقلق الخليجي لحيلولته دون وقوع حرب إقليمية بين إيران والغرب باستهداف المواقع النووية الإيرانية، يدخل المنطقة بأكملها في الفوضى ويخل بأمنه واستقراره وتنميته. خصوصا ان دول الخليج سوف تكون الأكثر تضررا في حال استهداف المواقع النووية وذلك لقربها الجغرافي من هذه المواقع. فمفاعل (بوشهر) على سبيل المثال يقع بالقرب من الساحل الشرقي للخليج قبالة الكويت، لذا فإن أي تسريب للمواد المشعة قد يؤثر على المناطق الساحلية للكويت والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وشبه جزيرة مسندم العُمانية. اضافة الى ذلك فإن امتلاك ايران السلاح النووي سيخل بموازين القوة ويدخل المنطقة بأكملها في سباق تسلح. لكن هذا الترحيب رغم مبرراته المنطقية كان يشوبه كثير من الشكوك مردها الكيفية التي تم التوصل من خلالها الى هذا الاتفاق. فالاتفاق لا ينص صراحة على الحد من الطموحات الإيرانية وتهديدها لجوارها الإقليمي أو حتى الالتزام بعدم تطوير برنامجها النووي بشكل دائم. وقد عبرت دول الخليج عن هذا بشكل صريح وواضح وفي مناسبات مختلفة. وكانت المرحلة التي تلت الاتفاق النووي والتطورات المتسارعة التي أعقبته، أكدت تلك الشكوك وتلك المخاوف الخليجية تجاه عدم قدرة الاتفاق على تحجيم التهديدات الإيرانية. فمنذ الاتفاق النووي برز في البداية خطر الصواريخ الباليستية الايرانية من خلال التجارب الصاروخية التي قامت بها والتي تعتبر انتهاكا صريحا لنص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 بشأن الاتفاق النووي والتجارب الصاروخية الباليستية. ثم قامت بتزويد كم هائل من الصواريخ الباليستية لجماعة ارهابية (ميليشيات الحوثي) الخارجة عن اطار الدولة في انتهاك خطير كذلك لقرار مجلس الامن 2216، التي استخدمتها بدورها في استهداف المدنيين في المملكة والتعرض المتكرر لممرات الملاحة الدولية. كذلك ان رفع العقوبات عن ايران سمح لها باستغلال العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها، في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، عبر التمدد اكثر عبر الوكلاء الشيعة في مناطق النزاعات سواء في العراق أو لبنان أو سوريا، او منطقة الخليج العربية. أضف الى ذلك انه حتى بعد الاتفاق النووي واصلت إيران تطوير قدراتها النووية، ولم يمنعها الاتفاق من تطوير البرنامج النووي، وأظهرت الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل من داخل إيران وشاهدها العالم كله ان ايران لم تتوقف عن تطوير السلاح النووي وان لديها مواقع سرية تحفظت عليها منذ سنوات. خلاصه القول، ان الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي جاء لصالح استقرار المنطقة وليعاد تقييمه وصياغته بشكل يعالج المسألة الايرانية بشكل شمولي لمواجهة تهديداتها للأمن الإقليمي، وهذا يحتاج الى تكثيف العمل بين الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة والمجتمع الدولي؛ لوضع خطة عمل شاملة وواضحة، تتضمن كل هواجس دول المنطقة المشروعة من الخطر الايراني. ومثل ما تم القضاء على تنظيم داعش من خلال التحالف الدولي، سوف يتم القضاء على انشطة ايران المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة. [email protected] الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي جاء لصالح استقرار المنطقة وليعاد تقييمه وصياغته بشكل يعالج المسألة الايرانية بشكل شمولي؛ لمواجهة تهديداتها للأمن الإقليمي، وهذا يحتاج الى تكثيف العمل بين الولاياتالمتحدة وحلفائها