جذبت نبتة الفقع أو ” الكمأة ” الناس في الجزيرة العربية خصوصا المواطنين في المملكة ودول الخليج العربية، وهي عبارة عن “فطر بري” موسمي ينمو في الصحراء تحت الأرض بعد سقوط وتعاقب أمطار ” الوسم أو الوسمي” وارتواء الأرض. ويعتقد بعض الناس أن الفقع يخرج بكثرة في المواسم التي يكثر فيها البرق والرعد وهو نادر وينمو وحده وتصعب زراعته ويعد من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية وله رائحة ونكهة مميزة لا تقاوم وللفقع شهرة عالمية خاصة في الوطن العربي ومنطقة الخليج العربي والمملكة حيث يتم استيراده من دول المغرب العربي للمملكة بكثرة، في حين يختلف الفقع باللون والطعم والرائحة والحجم والشكل والتي يحددها نوع الأرض والتربة وصلابتها ونوع الأشجار التي تنمو حولها. ومن أنواع الفقع في المملكة “الزبيدي” ولونه مائل إلى البياض وهو أجود وأكبر أنواع الفقع وأغلاها سعراً وألذها طعماً وله رائحة مميزة وتشتهر به الجزيرة العربية و نوع “الخلاسي” ولونه أحمر غامق وله قشرة صلبة وهو أصغر من الزبيدي، وفي بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي والنوع الآخر الجبى “الجبأة” ولونه بين الأسود والأحمر وهو صغير الحجم وبالعادة قبل ظهور الفقع يظهر فطر ” الهوبر” الأسود اللون وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريباً. ومن أفضل الأراضي التي ينبت فيها الفقع ” الكمأة ” السهول التي تتميز بالتربة الرملية الطينية والمنخفضة المحاطة بالحزوم غير المرتفعة والمسايل والفياض، ويكثر فيها نبات الرقروق والجرّيد وفي المثل الشعبي قيل “الفقع حول الرقروق والجرّيد ” وهي أسماء يتداولها الناس في المملكة تدل على أعشاب حولية تنمو بجانب الفقع أو بالقرب منه و”الرقروق ” نبات ربيعي ينبت في الأراضي الصلبة والسهول، أوراقه صغيرة مستطيلة شبة دائرية ويُطلق اسم الرقروق في وسط المملكة على نبات ” القصيص ” . وأشهر منابت “الفقع” في المملكة شمال وشمال شرق المملكة، وفي أمكان عدة في وسط المملكة، ويتم العثور على الفقع بجانب جذوع أشجار الرمث والشيح والقيصوم ووسط نباتات النفل والخزامى والربلة والبسباس والأقحوان والحميض والقريص والخبيز. وأكد المواطن محمد العقيل أحد هواة الرحلات البرية أنه يستمتع بالبحث عن الفقع بالمشي مسافات طويلة بحثًا عنه حتى يجد التشققات على سطح الأرض التي تدل عليه، وتسمى ” الفقاعة ” وهو ما يسهل عملية البحث عنه. ونظراً لندرة الفقع وقصر موسم نموه وظهوره فقد نجح عدد من أصحاب المزارع بمنطقة حائل باستخراج “الفقع” من مزارعهم من خلال تشغيل الرشاشات المحورية خلال موسم “الوسم” التي تتراوح أحجامه بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة كما قام عدد من التجار باستيراد الفقع من دول المغرب العربي ودول أخرى وبيعه في السوق المحلي . ويجد الفقع إقبالاً كبيراً من المواطنين وبأسعار مرتفعة خاصة في بداية ظهوره وتقوم الأسرة بحفظ كميات من الفقع في الثلاجات لتزين بها موائد الأكل في الأعياد والمناسبات الخاصة مع الكبسة والمرقوق ويتميز بطعمه اللذيذ بعد أن يطهى مع الأرز .