أكد الشيخ صالح المغامسي رداً على من أساء إلى شعيرة الأذان، أن شعيرة الأذان من أعظم شعائر الدين، وقد أمرنا الله عز وجل على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم، بأن نُجيب المؤذن. وأضاف، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينةالمنورة، أن ما قامت به إحدى القنوات من استضافة كاتب ثم أُذن له بأن يقول في شعائر الأذان كذا وكذا ويصفها بالرعب، مؤكداً أن هذا فيه جرأة عظيمة على دين الله، وجرأة عظيمة على شعيرة من أعظم شعائر الله. وتابع الشيخ المغامسي أن القائل احتج أو قال معقباً على مقطع فيديو للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله، موضحاً أن الشيخ، رحمه الله، لم يكن يتكلم عن الأذان، وإنما تكلم عن جَهر الأئمة بالقراءة وأن يؤذن للأصوات أن تخرج إلى خارج المسجد، فكان، رحمه الله، يرى بأن هذا العمل يجعل المساجد يشوش بعضها على بعض، وفق تعبيره. الأمر الآخر في قول الشيخ ابن عثيمين قال: “قد يكون مزعجاً لمن في البيوت من الأطفال”، هذا ما قاله الشيخ محمد، رحمه الله، في قضية قراءة الإمام، ولم يتعرض الشيخ محمد، رحمه الله، للأذان لا مِن قريب ولا من بعيد. وأضاف إمام مسجد قباء “ينبغي أن يُعلَم أن الأذان لا يمكن أن يكون سراً، هذا لا يسمى أذاناً، والمسلمون منذ أن شُرع الأذان في العهد المدني إلى يومنا هذا لم يقل أحدٌ من علمائهم على اختلاف مذاهب الفقهاء ولا من عامتهم أن الأذان يكون سراً؛ لأن الأذان يُدعى به إلى الصلاة، اللهم ربّ هذه الدعوة التامة، كيف تكون دعوة للصلاة وتتم في السر؟!”. وأوضح أن القول بتقارب المساجد يدل على أنها مساجد ضِرار هذا فيه جرأة أخرى، نعم يقال إن الأكمل أن تكون المساجد متباعدة بعضها عن بعض، يمكن أن يقال هذا بلطف وأدب وحشمة ومراعاة لبيوت الله، لكن أن يقال على مساجد المسلمين كلها إنها ضرار، هذا ليس من الحق في شيء، المسجد الضرار الذي هدمه النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يهدمه كما زعم هذا القائل لأنه قريب من قباء، وإنما هدمه لأن مَن بناه أراد أن يجعله موطن أسلحة لأعداء الدين حتى يتربصوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ}. فمعنى “إرصاداً” أي كانوا يأتون بأسلحة وينتظرون ذلك الرجل الذي وعدهم أن يغزوا المدينة بعد غزوة أحد، وهذا هو معنى المسجد الضرار في الإسلام، ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بما زعمه ذلك الكاتب، ثم لا يوصف الأذان بأنه مرعب، هذه مفردات تحتاج مِن قائلها للتوبة، النبي، صلى الله عليه وسلم، أخبر أن المؤذنين أطول الناس أعناقاً، وقال لعبد الله بن زيد ألقي على بلال فإنه أندى منك صوتاً، والمسلم وهو يقرأ القرآن إذا سمع المؤذن يتوقف عن قراءة القرآن ويُجيب المنادي، والدعاء بعد ذلك من أعظم ما يمكن أن يكون زخراً للمؤمن إذا أجاب المؤذن، فهذه شعائر لا يُقبل من أي قناة ولا يُقبل من أي ضيف في أي قناة أن يأتيها من قريب أو من بعيد. وأضاف الشيخ المغامسي “نحن نحترم الآراء التي تكون في المسائل الفرعية الفقهية قال بها أئمة من قبل، هذه التي يمكن لأي أحد أن يقول برأيه دون أن يتعصب له وألا يكون في المسلمين جدل ولا مراء يجعلهم يبغض بعضهم بعضاً، فهذا شيء والجرأة على شعائر الله واستضافة من يعلم ومن لا يعلم، ومن يحسن ومن لا يحسن متكئين على قول، وأول من ظُلم في القضية هو الشيخ محمد، رحمه الله، فحُمل كلامه ما لم يُحتمل، ونحن نظن بعلماء المسلمين خيراً، فكيف بمن أدركناه مثل الشيخ محمد وتتلمذنا عليه، ولم نرَ منه إلا الخير وأي خير. وختم الشيخ المغامسي بقوله “نسأل الله عز وجل أن يهدي هذا الصحفي وأن يهدي القائمين على تلك القناة، وأن يدلنا جميعاً على الخير وأن يجعل في قلوبنا وعلى ألسنتنا تعظيم شعائره”.