يمر الإنسان بالكثير من المواقف المتناقضة التي يجسدها الشاعر المتنبي ببيته الشهير “ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”. وهذه حكاية الطبيبة سميّة الغريب، التي كان لاسمها نصيب من حياتها، ففاضت روحها إلى بارئها متأثرة بجراحها التي أصيبت بها بحادث مروري بمحافظة حفر الباطن. والطبيبة سميّة الغريب بحرينية المولد وسعودية الهوى، فقد عاشت سنواتها الأخيرة متنقلة بين المملكتين ضمن اتفاق تعاون بين مجمع السلمانية الطبي في مملكة البحرين بصفتها رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام. وتأتي الغريب إلى المملكة ضمن فريق طبي متخصص لمعاينة بعض الأشخاص المصابين بأمراض الكلى، إلا أنها خلال الجولة الأخيرة أصيبت برفقة 5 أشخاص وهم في طريقهم لزيارة مرضى في حفر الباطن، وكان الموت أسرع من وصولها إلى المرضى لمتابعة حالاتهم الصحية. محاربة المافيا والطبيبة سميّة الغريب معروفة بمواقفها وتصريحاتها ومحاربتها الشديدة لمافيا تجارة الأعضاء، فهي التي كشفت أكثر من مرة حالات سرقة كلى خلال معاينتها بعض الحالات المرضية. وأكدت في أكثر من مناسبة ارتفاع معدلات بيع الكلى بين الدول الخليجية، وخصوصًا مملكة البحرين التي تعمل في أحد أشهر مراكزها الطبية. ولطالما استنكرت الغريب، من ضعف الإجراءات والحملات التي تلاحق مافيا تجارة الأعضاء، مشددة على أن الوضع أخطر مما يتصوره البعض ويحتاج إلى تعاون الجهات الرسمية في دول مجلس التعاون الخليجي من أجل وضع حد لتلك الظاهرة ومنعها من النمو والانتشار.