اختتمت أخيرا في المنامة، ورشة عمل زراعة الأعضاء، في إطار تفعيل التعاون الطبي وتبادل الخبرات بين وزارة الصحة في البحرين والمركز السعودي لزراعة الأعضاء. وأوضحت سمية الغريب رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في مجمع السلمانية الطبي، أن الورشة تأتي ضمن التواصل والتنسيق المشترك الذي يربط البحرين والسعودية في مختلف المجالات ومنها المجال الصحي، منوهة إلى أن الورشة أولى ثمار توقيع الاتفاقية بين مركز المؤيد لأمراض وزراعة الكلى، والمركز السعودي لزراعة الأعضاء التي تمت مطلع الشهر الماضي. وأشارت الغريب إلى أن من أهداف الورشة إيجاد أعضاء للمرضى على قائمة الانتظار، والتنسيق بالنسبة للحالات المستعصية لإجرائها في البحرين أو السعودية في ضوء التعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، بالإضافة الى تدريب الكوادر البحرينية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام. وأضافت: إن «العام الماضي لم يشهد إجراء أي عمليات زراعة من متبرعين أحياء نظرا إلى أن الإقبال على التبرع ما زال تحت المستوى المطلوب، إذ إن ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة مازالت غير منتشرة في المجتمع البحريني رغم من أن هذا النوع من التبرع يعتبر صدقة جارية، والوزارة تحاول حث الناس على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة دماغيا، كونه يسهم في إنقاذ نفوس أخرى، إلا أنه إلى الآن مازال المجتمع بحاجة إلى توعية وتشجيع. ويوجد 250 مصابا بالفشل الكلوي في البحرين جميعهم يخضعون للغسيل الكلوي أو البروتيني، وهم في حاجة إلى زراعة كلى إذا وجد متبرع وكان وضعهم الصحي مستقرا». وشددت رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في مجمع السلمانية الطبي على أهمية الفحص المبكر للكشف عن أمراض الكلى، خصوصا مرضى السكر والضغط، كونهم معرضين للإصابة بأمراض الكلى، إذ على مريض السكر الكشف عن أمراض الكلى بعد خمس سنوات من إصابته بالمرض، مؤكدة أن تجارة الأعضاء لاتزال مشكلة تواجه جميع الدول، خصوصا مع وجود دول على القائمة السوداء في تجارة الأعضاء. من جانبه، لفت الدكتور فيصل شاهين استشاري الأمراض الباطنية والكلى ومدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء، إلى أن هذه الورشة تأتي لتفعيل التعاون الذي بدأ منذ 20 عاما بين البلدين في مجال زراعة الأعضاء خصوصا زراعة الكلى، وأثمر عن توقيع اتفاقية بين الطرفين في هذا المجال، مشيرا إلى أن هذه الورشة ستفعل خطوات هذا التعاون، حيث سيقوم الفريق السعودي بعدد من عمليات زراعة الكلى في البحرين التي سيتم الحصول على متبرعين لها من إحدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ودعا شاهين إلى ضرورة تفعيل الوعي المجتمعي في مجال التبرع بالأعضاء في دول مجلس التعاون، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لدعمه من خلال فرق التوعية، مشيدا بأن دول المجلس لديها من التشريعات ما يشجع هذا البرنامج، داعيا دول الخليج إلى أهمية أن يكون لديها مركز متقدم لزراعة ونقل الأعضاء يغني المريض عن اللجوء إلى الدول الأخرى، لتفاقم قوائم الانتظار بدول مجلس التعاون الخليجي.