لم يستطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إخفاء مدى صدمته تجاه تغريدة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زياد آل نهيان، والتي كشف خلالها عن تاريخ طويل من مجازر الأتراك في المدينة النبوية خلال القرن العشرين، وهو ما أشعل الرئيس التركي والذي يحاول إقناع شعبه بأنه يسعى لاستعادة ما يصفه بمجد أجداده العثمانيين. أردوغان يواصل استفزازه وعلى الرغم من اشتعال أردوغان من تغريدة آل نهيان، ومحاولته الرد على ذلك، إلا أن الرئيس التركي لم يكتف بذلك، ليتخذ قرارًا بإعادة تسمية الشارع الذي يضم سفارة دولة الإمارات العربية في العاصمة أنقرة والذي كان يحمل اسم 613 ليُطلق عليه حديثًا فخر الدين باشا، في محاولة لاستفزاز العرب. ووفق ما تناولته وكالة أنباء “أسوشيتد برس” الأميركية، فإن مشاهد تلفزيونية ظهرت يوم الثلاثاء كشفت مسؤولي البلدية في العاصمة أنقرة وهم يغيرون علامة الشارع الذي يحوي السفارة الإماراتيةبتركيا ليحمل اسم القائد العثماني السابق. ولم يكتف أردوغان بذلك، ولكن أعاد تسمية الشارع المجاور ليصبح باسم “المدافع عن المدينة”، في محاولة لإبراز دور مزعوم للقائد العثماني الذي حكم المدينة في الفترة من 1916 وحتى 1919. وكان عبد الله بن زايد آل نهيان، قد نشر تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر خلال الشهر الماضي، فضح خلالها ادعاءات الرئيس التركي بشأن تاريخ بلاده وتواجدها في المنطقة العربية، حيث قال: ” هل تعلمون في عام 1916 م، قام التركي فخري باشا بجريمة بحق أهل المدينة النبوية فسرق أموالهم وقام بخطفهم وإركابهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول برحلة سُميت (سفر برلك)، وسرق الأتراك مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة وأرسلوها إلى تركيا، هؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب”. العرب يتكاتفون والتغريدة التي أعاد نشرها الشيخ عبدالله بن زايد، أشعلت نيران الحقد في قلب أردوغان، وفي الوقت نفسه، جمعت القلوب المحبّة على منصّات التواصل الاجتماعي، ليرفعوا الصوت عاليًا، مؤازرة ودعمًا للشيخ الذي يعدُّ مثالًا للشباب العربي الطموح. وسخر المغرّدون، الذين رصدت "المواطن" ردود فعلهم، عبر وسم "كلنا عبدالله بن زايد"، على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، من المؤتمر الصحافي الذي عقده أردوغان، بغية الرد على إعادة تغريد الشيخ عبدالله بن زايد لتغريدة الدكتور العراقي، متسائلين: "لله دره، إذا رتويت جعل العصملي (أوردو) يخرج في مؤتمر صحافي ويرد لساعة كاملة، كيف إذن لو كانت تغريدة؟؟"، وجاء الرد ليقول: "أتوقع أتاتورك بكبره يطلع من قبره ويعتصم في ميدان تقسيم". ورأى النشطاء أنَّ "ما حدث اليوم سيعيد ترتيب الأوراق"، جازمين بأنَّ "حثالات الإخوان والطابور سيعقدون اجتماعًا عاجلًا فلقد تأكدوا أنَّ كل ما بني لهدم هذه الأمة، هدَّ بوعي ليس له نظير".