فخر الدين باشا، سارق بدرجة مجرم، غضب لأجله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد إعادة وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، نشر تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، تتناول ارتكاب العثمانيين وعلى رأسهم الباشا، انتهاكات في المدينةالمنورة عام 1916 حين قام التركي فخري باشا بجريمة بحق أهل المدينة النبوية، وسرق أموالهم وخطفهم وأركبهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول برحلة سُميت (سفر برلك)، كما سرق الأتراك أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة وأرسلوها إلى تركيا. فلمجرد هذه التغريدة التي تضمّنت جزءاً صغيراً من الجرائم الكبرى للأتراك العثمانيين هاج أردوغان وخصص خطبة غبية للدفاع عن أسلافه اللصوص والقتلة، وحرّك أيضاً أركان نظامه وإعلامه وصغار الدوحة الذين تحت حمايته، بدلاً من أن يعتذر عن ذلك التاريخ الإجرامي، أو حتى يتبرأ منه، أو في أسوأ الأحوال ينكس رأسه ويصمت. تحوّل أحلام أردوغان بالزعامة إلى كوابيس يقظة جعلت منه شخصاً أهوج لا يثمّن ما يقوله، فهي ليست المرة الأولى التي يخرج فيها عن طوره، ويظهر كفتوات مقاهي الأحياء الشعبية، ففي السنوات الأخيرة خرج من فمه الكثير من الهلاوس والترهات، التي تؤكد أن الكوابيس باتت تسيطر عليه، ولعلّ الوقت قد حان لكنس كل الأكاذيب التي أدخلها «الإخوان» في الفضاء العربي حول عظمة جرائم الأتراك العثمانيين، خصوصاً في المناهج التعليمية، بل الكنس وحده لا يكفي، إذ من المهم أن تكون تلك الفظائع حاضرة في الأذهان وتدرّس للأجيال، لئلا تتكرر من جديد على يد أحفاد اللصوص والقتلة، بالدواعي والمزاعم الدينية نفسها. ختام القول: حلم الخلافة الذي يراود أردوغان و«إخوانه»، هو من جعله يهيج ويتخبط ويثرثر، فحلفاؤه في المنطقة الآن هم فقط بؤر الإرهاب ورعاته، والجماعات الإرهابية كداعش والنصرة انتهت تماماً وبذلك انتهت المتاجرة بعذابات اللاجئين التي كان يمارسها أردوغان ويبتز بها الأوروبيين مقابل بلايين الدولارات. الوقائع على الأرض تؤكد أن الخطر أصبح محدقا بتركيا نفسها، وهذه نهاية مأساوية لأوهام أردوغان وحلم الخلافة.