فخامة الرئيس أردوغان: أين عدل العثمانيين الذي تزعم مع العرب وقد احتلوا بلادهم وخربوها واستولوا على خيراتها ونهبوا كنوزها وقتلوا خيرة قادتها وعلمائها وأسروا وعذبوا وعلقوا على المشانق من رفع صوته منكرا جرائمهم وأفعالهم المشينة في حق العرب؟! لقد قاومت كل المدن والقرى في شبه الجزيرة العربية مظالم واستبداد أجدادك العثمانيين وما لانوا ولا استسلموا لجبروتهم، وضرب أبناء الجزيرة أروع صور البطولات وواجهوا جيوشكم الغازية بشجاعتهم وتضحياتهم في سبيل حماية ديارهم وأعراضهم، وليتك تزور قبور أهلك الترك والانكشاريين والمرتزقة من أتباعهم في عسير والحجاز ومدن وقرى نجد لترى بقايا عظمة موهومة حطمتها بطولات قبائل الجزيرة العربية وداستها تحت أقدامها. لقد كانت المعركة الباسلة الأخيرة معكم في مدينتي حوطة بني تميم عام 1253ه والتي طردناكم بعدها مهزومين إلى الأبد من نجد. كانت معركة الحوطة والحلوة والحريق ونعام التي وقعت في بلدة الحلوة معركة سجلها التاريخ بكلمات من نور؛ حيث واجه مدنيون عزل بسلاح أفراد جيشا منظما مزودا بالمدافع والقنابل والبنادق وآلاف الجنود، وانتهت المعركة بعد كر وفر بهزيمتكم شر هزيمة وقتل 2481 من قادتكم وجنودكم كما يذكر ذلك قائد الجيش المير لواء إسماعيل آغا في خطاباته إلى محمد علي باشا، واستشهد من مجاهدي الحوطة والحريق ونعام 500 شهيد. ولو عدت إلى كتاب «عنوان المجد في تاريخ نجد» لعثمان بن بشر الذي عاصر وسمع من شهود عيان وقائع غزوكم المشين لبلادنا لوجدت تفاصيل دقيقة عن تلك المعركة الباسلة. أما في الحجاز فقد ارتكب فخري باشا 1916م ما يندى له الجبين في حق أبناء المدينةالمنورة حين أعلن الحجازيون ثورتهم عليكم فحاصرهم فخري وجوعهم وسرق أموالهم واعتدى على ممتلكاتهم وشتت شمل الأسر المدنية وهجرهم إلى الشام وتركيا في رحلة قاسية مريرة بالقطار التركي عرفت ب»سفر برلك» وسرق معظم الكتب النادرة في المكتبة المحمودية وكنوز الحجرة النبوية الشريفة وخزن الأسلحة في المسجد النبوي. وارتكب جمال باشا 1916م في الشام ما ارتكبه فخري في المدينة وما ارتكبه إبراهيم باشا في الدرعية وغيرها من مدن وقرى نجد من الأفعال المشينة والجرائم المنكرة؛ فطارد أحرار الشام وعلق رؤوس ستة عشر شهيدا بساحة رئيسة عرفت بميدان الشهداء بدمشق، أما في بيروت فقد شهدت ساحة البرج فصلا مؤلما من فصول جرائم أجدادك الغزاة. لقد طارد الاستبداد التركي أحرار العرب ومثقفيهم؛ فقتل أجدادك بالسم المفكر الحلبي عبد الرحمن الكواكبي صاحب كتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» 1320ه 1902م في أحد مقاهي القاهرة عن طريق أحد العملاء، والمفارقة أن اسم المقهى كان باسم إستانبول! أين عدلكم المزعوم؟! لم تبنوا ولم تشيدوا ولم تعمروا ولم تعلموا؛ بل خربتم وهدمتم وجوعتم ومزقتم وعذبتم وقتلتم. والمؤلم حقا إنكارك وكان الأولى اعتذارك.