ألهم ملتقى ألوان السعودية، منذ أن انطلق قبل ست سنوات، العديد من شباب وبنات المملكة ممن يحترفون التصوير الفوتوغرافي أو من هواته، أو من مخرجي الأفلام القصيرة للبحث في جمال الوطن سواء في طبيعته أو في تقدمه الحضاري، فظهر ذلك من خلال الأعمال المشاركة بالملتقى منذ نسخته الأولى، حيث نجد هذه المشاركات تزيد عامًا بعد عام بصور مختلفة ومتنوعة تبهر الزوار. وفي ملتقى ألوان السعودية السادس لم يقتصر حرص المصورين المشاركين على تعريف زوار الملتقى بمناطقهم وما تتمتع به من جمال أخّاذ انعكس على طبيعة أهلها؛ بل امتد ذلك إلى العالم بأسره. فقد أرادت المصورة شعاع فريح، من منطقة حائل، أن يكون جناحها ذا طابع حائلي، من خلال 11 صورة، نقلت للزوار جمال طبيعة المنطقة بعدسة تختلف عن سابقاتها، أظهرت فيها الامتزاج الطبيعي للجبال والشجر والنفود، والتراث الحائلي العريق، إضافة إلى صور لقلعة (عيرف) التاريخية، وصور لمدفع شهر رمضان الذي اشتهرت به القلعة، وصور لمنطقة "عقدة" الواقعة في الجزء الغربي لحائل التي تتمتع بجمال طبيعي امتزج فيه كذلك شجر النخيل بالجبال والمياه. وعرّف المصور الفوتوغرافي إبراهيم محمد العجاجي الزوار على قرية "الشعراء" التابعة لمحافظة الدوادمي، التي يزيد عمرها عن 250 سنة، من خلال توثيقه لصور القرية وأسواقها وممراتها الرئيسة قبل وبعد عملية الترميم التي قام بها أهلها، حيث استغرقت عملية التوثيق أربع سنوات، وأراد من ذلك بقاء ذكراها للأجيال القادمة. واختار المصور إبراهيم بن خليف معالم مدينة الرياض عنوانًا لجناحه؛ حيث التقط صوره بزوايا مختلفة ومميزة وغير معهودة لعاصمتنا الجميلة، ظهرت فيها مدينة الرياض بأبهى حلة، كما التقط صورًا لهذه المعالم متزينة باللون الأخضر؛ احتفالًا باليوم الوطني السابع والثمانين. وعرضت مصورة المناظر الطبيعية داخل المملكة كريمة العتيبي صورة التقطتها في "شدا الأسفل" في منطقة الباحة، نقلت من خلالها منظرًا جبليًّا شاهقًا على ارتفاع وصل إلى 1500م عن سطح البحر. ويتميز الموقع بصخوره البيضاوية التي تتوسطها مزارع اشتهرت بأشجار البن، وصورة أخرى للمنطقة، تظهر بيوت حجرية مأهولة تعرف ببيوت (المغايير). وشارك المصور راشد آل قنيعر ضمن جناح مجموعة "خيال عدستي" بصورة التقطها قبل 3 سنوات وحازت على عدة جوائز دولية، حيث كانت في مدينة الوجه بمنطقة تبوك لجبل على هيئة جمل جاثم وسط صحراء جافة، وكانت هذه الصورة سببًا في تعرف الناس على المنطقة التي أصبحت مقصدا للعديد من الزوار، كما تضمن الجناح عدة صور للمناظر الطبيعية في الوجه ومنطقة الباحة، وأودية منطقة الرياض، ومدائن صالح. وحقق ملتقى ألوان السعودية بكل تلك المشاركات وغيرها أحد أهدافه الأساسية وهو تعريف العالم على ألوان المملكة العربية السعودية متنوعة الثقافات والعادات والطبيعة الخلابة.