جال أكثر من 100 مصور فوتوغرافي في مناطق المملكة في رحلات نظمتها لهم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ضمن برنامج رحلات المصورين الوطني في إطار أنشطة ملتقى ألوان السعودية. فملتقى «ألوان السعودية» السنوي لا ينقضي بانقضاء معرضه، بل يستمر على مدار العام برحلات عديدة ينظمها الملتقى للمصورين والمصورات؛ تحقيقًا لهدفه في توفير نافذة للمواطنين لاكتشاف وطنهم، وتمكين المصورين من تصوير مواقع يصعب الوصول إليها لأسباب مختلفة. وقد أكد عدد من المشاركين في هذه الرحلات أن جمال وتنوع طبيعة المملكة مكنهم من التقاط أجمل الصور التي توثق للمواقع السياحية والتاريخية والطبيعية. مشيرين إلى أنهم رصدوا بكاميراتهم ما يُظهره ويخفيه من روائع الجغرافيا وأمجاد التاريخ، في بلاد تهادت أطرافها وزهت خيلاء تتباهى بما احتوته من ألوان الطبيعة وأنواع التراث الحضاري. حيث أكد المصور أنور بن سعيد، الذي شارك في رحلة مع الهيئة إلى منطقة جازان لمدة ثلاثة أيام، أنه خرج بانطباع إيجابي عنها ويعدّها من أجمل الرحلات التي شارك بها؛ لما تضمنته من تجارب جديدة خرج بها من جولاته في مدينة جازان وجزر فرسان، مثنيًا على الأثر الطيب الذي تركه أهل هذه المنطقة في نفسه. ويشدد بن سعيد على أهمية مثل هذه الرحلات، مشيرًا إلى أن أهميتها تكمن في التطوير الشخصي للمصور، وإفادته بالتجربة الميدانية والمشاركات الجماعية التي تقدم التشجيع وتحث على المنافسة. وحول مشاركته في تحقيق أهداف الرحلة يقول: «بالطبع، لقد شاركت في تبادل الخبرات بين مصوري الفريق الذي كنت ضمنه، هذا غير توثيق العلاقات فيما بيننا، كما أنني سلطت الضوء من خلال صوري على أماكن سياحية عديدة في المملكة». أما المصور الدكتور محمد إقبال بن يوسف النعيمي، والذي شارك بعدة رحلات مع الهيئة كان آخرها رحلة إلى منطقة جازان، فيصف انطباعه عن الرحلة بأنه «إيجابي بشكل كبير، على المستوى الشخصي والسياحي والاجتماعي»، ويرى أن أهمية الرحلة تتجلى في كون المنطقة تستحق الزيارة والتعرف عليها؛ لما فيها من المناظر الطبيعية الفريدة التي قد لا توجد في منطقة غيرها في المملكة، وتميزها باشتمالها على معظم انواع المعالم الجغرافية والتاريخية من بحر وجبال ومياه وصحراء وآثار وتاريخ عريق. ويوضح النعيمي أن دوره في تحقيق أهداف الرحلة تمثل في التصوير، والاستكشاف، والسؤال، وتقديم الاقتراحات أثناء الرحلة وطلب الوقوف في أماكن معينة غير ظاهرة، إضافة إلى قراءته المسبقة عن المنطقة، وأخذ فكرة شاملة عنها، وتقديم عصارة تجاربه السابقة في الرحلات والأماكن السياحية عموما، حيث إنه زار أكثر من 30 دولة. ويقترح النعيمي أن تتم الاستفادة من كل لحظة أثناء الرحلة، والتعريف بالأماكن المناسبة للتصوير، وتحديد الأوقات المثلى لزيارتها. من جهته، يقول المصور محمد العالم، الذي شارك في الرحلة المتوجهة إلى منطقة جازان بتاريخ 11 فبراير 2016، إن «الرحلة كانت موفقة جدًّا، سواء على صعيد اختيار الوجهة السياحية - حيث تمتاز جازان بتنوعها البيئي والأثري والمناخي - أو على صعيد اختيار الدليل السياحي الذي لم يوفر الوقت أو الجهد أو المعلومات لكي نستفيد من هذه الرحلة على أكمل وجه». وحول أهمية هذه الرحلات يرى العالم أنها تكمن في أنها تسلط الضوء على ما تمتلكه المملكة من تنوع جغرافي وحضاري ثري، وكذلك تلفت النظر للجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتأسيس لصناعة سياحية داخلية متميزة، ويشير إلى أن المملكة تتمتع بكنوز سياحية غير معروفة، وأن هذه الرحلات تسهم بالتعريف بها، مستشهدًا بأنه لم يكن يتصور وجود شواطئ رائعة كالتي زارها في جزر فرسان. وحول مشاركته في الرحلة، يقول العالم إنه قام مع زملائه المصورين بالتقاط العديد من الصور التي عكست روعة وجمال الأماكن التي قاموا بزيارتها، ومن ثم نشرها على موقع مكتبة الصور والأفلام السياحية السعودية، متمنيًا أن تشجع الجميع على القيام بزيارة هذه الأماكن السياحية، ويضيف: «من ناحية أخرى أصبح لدي قناعة بأن لدى المملكة كامل المقومات السياحية التي تجعلني أفضِّل قضاء إجازتي فيها عوضًا عن السفر للخارج». ويقدم المصور محمد العالم مقترحًا حول هذه الرحلات، يتمثل في زيادة عدد رحلات المصورين لتصبح بشكل أسبوعي على مدار السنة، لكي تتاح الفرصة لأكبر عدد من المصورين للمشاركة بها. أما المصور سامي باحميدان، الذي شارك في رحلتين إلى تبوكوجازان، فيؤكد أنه استفاد كثيرًا من الرحلتين، وتعرف على معلومات لم يكن يعرفها من قبل، وساعد على ذلك التنظيم الجيد للرحلات، وزيارة أماكن جديدة ليست مشهورة بين الناس، ويرى أنه من المهم نشر صور المناطق السياحية في المملكة الرائعة، وإخراجها بطرق إبداعية؛ لأن الصور -كما يقول- هي التي تتحدث عن المكان. ويثني باحميدان على هذه الرحلات؛ كونها تتيح الفرصة لتعارف المصورين من جميع مناطق المملكة، مشيرًا إلى أنه التقط مجموعة رائعة من الصور، متمنيًا أن تنال إعجاب السياح. وتهدف رحلات ألوان السعودية الى تمكين المصورين من تصوير وجهات ومواقع سياحية لم تتح لهم الفرصة من قبل للوصول اليها للمساهمة في توثيقها بعدساتهم بالصور الثابتة والفيديو ونقلها للمواطنين في مختلف مناطق المملكة الأخرى فتكون بمثابة نافذة لهم للتعرف على الكنوز السياحية والطبيعية والتراثية التي تتمتع بها مناطق المملكة. ويتيح البرنامج الاشتراك المجاني في الرحلات لجميع المصورين المسجلين في مكتبة الصور (www.seesaudi.sa) او الفائزين في مسابقات ألوان السعودية. وهناك برنامج مستقل للمصورات المحترفات يراعى فيها كافة الاحتياجات الشخصية لهن تحت إشراف القسم النسائي بالهيئة مع وجود مرافقين لهن. ويوفر موقع الملتقى (www.colors.sa) معلومات كاملة عن كيفية الاشتراك في الرحلات التي تساهم في اتاحة الفرصة للمصورين للوصول إلى أماكن مختلفة وتبادل الخبرات والاستفادة من خبرات مصورين محليين ودوليين، إضافة إلى نشر ثقافة الرحلات السياحية للمصورين بين أوساط الشباب. الجدير بالذكر ان اعمال المصورين تعرض من خلال المكتبة او من خلال أنشطة وفعاليات ومسابقات ومعارض مستمرة على مدار العام، تساهم في تسليط الضوء على كنوز ومقومات الوطن وزيادة ارتباط الموطنين بوطنهم والاعتزاز بمكتسباته وتراثه الحضاري والثقافي. رحلة للمصورات في النماص