يترقب العالم خطابًا للرئيس الأميركي دونالد ترامب يتوقع أن يعلن فيه مدينة القدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل في خطوة نأى أسلافه من الرؤساء الأميركيين بأنفسهم عنها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. هذه الخطوة إذا اتخذت ستؤجج التوتر والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وتثير غضب العالمين العربي والإسلامي كما أن المجتمع الدولي لا يعترف بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة. وهناك ردود أفعال غاضبة معارضة للقرار الذي يصر ترامب على إقراره الذي سيعتبر اعترافًا واضحًا وصريحًا بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وهو ما يرفضه العالم أجمع. الحل بالتفاوض: وفيما تخشى أن يعترف ترامب بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل التي احتلتها وأعلنت ضمها ، أعلنت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، أن وضع القدس يجب أن يحل "عبر التفاوض". وقالت موغيريني "يجب إيجاد حل عبر المفاوضات للتوصل إلى حل لوضع القدس باعتبارها عاصمة لدولتين (إسرائيلية وفلسطينية) في المستقبل بطريقة تلبي تطلعات الطرفين". تحذيرات عربية: وفي رسالة تحذيرية ، أبلغ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ترامب أن نقل السفارة الأميركية للقدس “خطوة خطيرة ستؤجج مشاعر المسلمين”. كما حذر العاهل االأردني الملك عبدالله الثاني ترامب من أخطار أي قرار يتعارض مع تسوية نهائية للصراع العربي الإسرائيلي بناء على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. “قبلة الموت لعملية السلام”: من جانبه أكد مانويل حساسيان السفير الفلسطيني في بريطانيا أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بمثابة “قبلة الموت لعملية السلام”. وأضاف حساسيان، في تصريحات، أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ربما يكون بداية لتجدد العنف. واعتبر السفير الفلسطيني اعتراف ترامب إعلانًا للحرب في الشرق الأوسط على المسلمين والمسيحيين الذين لن يقبلوا بالقدس تحت سيطرة إسرائيلية. ترامب يتجاهل: هذا القرار يحذر من تداعياته الجميع نظراً بحساسية وأهمية قضية القدس في الوجدان العربي والإسلامي ، إلا أن ترامب يعطي ظهره لهذه التحذيرات. وخلال سلسلة اتصالات هاتفية أجراها، أبلغ ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني بأن خطوته المثيرة للجدل آتية ، متجاهلا ترامب التحذيرات الصادرة من الشرق الأوسط والعالم، من نسف عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأبلغ قادة في المنطقة بنيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. قانون السفارة : ولم يفعل أي من الرؤساء بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما ذلك في فترات حكمهم، ولا دونالد ترامب حتى الآن. والجديد هذه المرة هو أن الرئيس ترامب أعلن نيته التوقيع على هذا القرار، المعروف باسم ” قانون السفارة في القدس”، ليدخل حيز التنفيذ، وذلك في تحد للمجتمع الدولي الذي يعتبر القدسالشرقية محتلة حسب قرارات الأممالمتحدة. ونص قرار الكونغرس بشأن القدس في العام 1995 على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في موعد أقصاه 31 مايو 1999. وإذا ما أعلن ترامب الأربعاء، عن توقيعه هذا القانون، سيكون أول رئيس أميركي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولتكون بذلك الولاياتالمتحدة أول دولة تقر بذلك رسميًا. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية عام 1967، وتعتبر المدينة بكاملها عاصمة لها، في مخالفة صريحة لمقررات الأممالمتحدة التي لا تعترف بسيادة إسرائيل على القدس بشكل كامل، والتي تضم مواقع إسلامية ومسيحية مقدسة. وبقيت قضية القدس من القضايا المستعصية على الحل ضمن اتفاقية أوسلو عام 1993، التي نصت على أن وضع المدينة سيتم التفاوض بشأنه في مراحل لاحقة خلال عملية السلام مع الفلسطينيين. إلا أن إسرائيل، ومنذ عام 1967، أقامت عشرات المستوطنات غير الشرعية وفق القانون الدولي في القدسالشرقية، لآلاف المستوطنين اليهود، في محاولة لتغيير ديموغرافية المدينة.