قال تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}.. يتميز الوطن باحترام مواقيت الصلاة وحث المجتمع على أداء الفرائض الخمس، ولكن هناك سلوكيات حولت من هذه الخصلة الحميدة إلى خصلة ضارة، ومنها إغلاق المحلات التجارية، والبنوك، والقطاعات الحكومية والمدنية وغيرها. وذلك بتوقف الموظفين عن خدمة العملاء لما يقارب ساعة كاملة؛ إذ إنهم يغلقون الأبواب قبل الصلاة بربع ساعة ولا يعودون إلى العمل إلا بعد الصلاة بعشر دقائق؛ مما يسبب هدرًا كبيرًا للوقت يؤثر سلبًا على الأداء العملي وخدمة العملاء. والمثال على ذلك صلاتا الظهر والعصر، تغلق هذه الجهات قبل الصلاة بخمس عشرة دقيقة، ووقت الصلاة ثلاثون دقيقة، ويفتحون بعدها بعشر دقائق، إذن هنا 15+30+10 = 55 دقيقة هدرًا للوقت؛ مما يعني ساعتين تقريبًا، وهذه تسمى في المحور الإنتاجي للأيادي العاملة "Wasting Time". فإذا الجهات التي تعمل من 8 إلى 4 عصرًا ستصبح عدد ساعات عملها الحقيقي 6 ساعات بدل 8 ساعات. علمًا أن وقت صلاة الظهر هو نفسه وقت استراحة الموظفين وخروج الطلاب من الجامعات فيصعب عليهم قضاء حوائجهم فيها؛ مما يربك الجميع قبل الأذان، وقد يؤدي إلى قطع إشارات المرور والقيادة المستهترة. أيضًا من الظواهر السيئة الأخرى ما يحدث في الأسواق التجارية والمكتبات الكبرى، حيث يقوم العاملون بإخراج النساء والأطفال إلى بعد الصلاة، خصوصًا وقت المغرب والعشاء فتجدهم على الأرصفة والشوارع بمظهر مخجل ومحرج للنساء، فأين المعضلة في إبقائهم بالداخل حتى ينتهي وقت الصلاة؟! وبالحقيقة لا يحتاج العاملون لأكثر من عشر دقائق لتأدية الصلاة، ويستطيع العاملون أن يتبادلوا فيما بينهم لخدمة الزبائن، إن كانوا حريصين على أداء الصلاة في وقتها أتم الحرص. وأما الحالة الثالثة المزعجة جدًّا، والتي أعتقد أن جميع من هو في طريق السفر سيمر بها، حين يقف المرء مضطرًّا في المحطة، فيجدها أيضًا مغلقة للصلاة! فيجبر الشخص على أن ينتظر لمدة لا تقل عن 30 دقيقة حتى ينهي حاجته، بالإضافة لحالة الإرباك التي يمر بها المرء قبل الصلوات والقيادة بعجل؛ مما قد يتسبب بالحوادث، كل ذلك حتى يقضوا حوائجهم قبل الأذان. المقترح هنا إن أردنا الإغلاق وقت الصلاة فلنقلص الوقت على سبيل المثال. وليكن ما يقارب العشر دقائق قبل الإقامة للحفاظ على الإنتاجية واحترام أوقات الشعب. إذ لا يعقل هذا الهدر لوقت الناس واستنزاف اقتصادية الدولة بكافة الأشكال بحجة الصلاة. فلنسمح للمحطات التجارية بفتح أبوابها تقديرًا للمسافرين، حيث شرع الله للمسافر ما لا يحق لغيره رأفة به. أتمنى ألا نعمم القوانين المتخذة على جميع الجهات. ولنراعِ الأسباب والظروف التي يمر بها الآخرون. @Khalid_alqhes