المعايير المزدوجة لدى البعض، تجعلهم ينسون الحقيقة ويتمسّكون بكذب اختلقوه افتراءً، بغية تحقيق مآرب تجعلهم يشعرون بالفوقية والسلطة، على الرغم من أنّهم أبعد ما يكون عن واقعهم، هؤلاء ضعاف النفوس، هم أنفسهم الذين يتملّقون لمغادرة أوطانهم، بحثًا عن حياة في المملكة العربية السعودية. قد يتساءل البعض، ما السر وراء هذا الطرح الآن، ولهم تقول “المواطن“: إنَّ المملكة العربية السعودية، توحدت وبنت نفسها بنفسها، بما حباها الله به من خيرات، وليس لأحد فضل في ذلك، فمن خيرات هذه الأرض المباركة، دفعت الرياض أجور كل عامل على أرضها، من العمالة المنزلية وصولًا إلى أكبر الاستشاريين في الطب والهندسة وسواها من المجالات. ومنحت المملكة العربية السعودية، كل من خدم شعبها، حياة جديدة، ليس له وحده، بل لكل من هم خلفه، بداية من أفراد أسرته، وصولًا إلى وطنه، إذ بلغت تحويلات الأجانب في السعودية، أرقامًا مليارية، على مدار عقود، ظلّت تتسرب من الاقتصاد الوطني إلى الخارج، مرتفعة من 36.12 مليار ريال في العام 2004، إلى أكثر من 156 مليار ريال في العام 2015، وهو أكبر دليل، على أنّه لا فضل لأحد على السعودية وشعبها، لأنّه عمل فيها، بل على العكس. العبارات الاستفزازية، التي يطلقها العرب، كلّما اندلعت أزمة سياسية، أو ظهر اختلاف في الرأي، بين بلدانهم والمملكة، عن أنهم بنوا المملكة، وخدموا أهلها، توضع اليوم في مسارها الصحيح، فكل من يتطاول ويظن أنَّ له فضلًا على المملكة وشعبها، عليه أن يعترف أولًا كم تقاضى من وراء الخدمات التي قدّمها، فالمسألة هنا صارت كرامة وطن، يعرف القاصي والداني أنَّ شمسه التي أشرقت في عهد ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، هي فوق كل شيء. نحن اليوم، نواجه الواقع، ونسعى إلى توطين الوظائف، وتحصيل الضرائب، برؤية اقتصادية بحتة، تعيد إلى الوطن حقّه الذي تسرّب إلى الخارج، على مدار عقود طويلة. اليوم وقد بات المواطن السعودي مؤهّلًا لقيادة قاطرة البناء والتنمية، تعمل المملكة على منحه الفرصة، ليكون الأجنبي مكمّلًا بوجوده العملية وليس عنصرًا فاعلًا فيها لا يمكن الاستغناء عنه.