سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاقتصادي الأكثر تأثيرًا في أوروبا ل”المواطن”: مشروع نيوم مبادرة جريئة تضاعف أموال المستثمرين في المستقبل رأى أنَّ السعودية تستقطب الأموال والعقول بضربة واحدة
أكّد أستاذ الاقتصاد في جامعة تيلبورغ الهولندية، والمدير العلمي لمعهد البحوث نيتسبار، صاحب لقب أكثر الاقتصاديين تأثيرًا في أوروبا، البروفيسور لانس بوفنبيرغ، أنَّ مشروع نيوم، الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي، يعدُّ طفرة في عالم الاقتصاد المعرفي، لاسيّما اختياره أن تكون نيوم هي الروبوت الأول في المشروع الذي يحاكي المستقبل ابتداءً من يومنا هذا. وأوضح بوفنبيرغ، في حوار خص به صحيفة “المواطن“، أنَّ مشروع نيوم الاقتصادي العملاق، يرتكز إلى بناء بسيط، بعيدًا عن القيم الاسمية والمراهنات الخطرة، ما سيجذب رؤوس الأموال من العالم بأسره إلى هذا المشروع الذي يعدُّ ثورة استثمارية جديدة في عالمنا. السعودية تستقطب الأموال والعقول بضربة واحدة: وأشار أستاذ الاقتصاد في جامعة تيلبورغ الهولندية إلى أنَّ “تنويع القاعدة الاقتصادية، الذي تسعى إليه السعودية عبر الاستفادة من كل مواردها، تعدُّ خطوة أساسية في التحرّك النوعي الفريد الذي تضعه اليوم أمام العالم أجمع لتخلق مستقبل الكون الجديد في مشروع نيوم”، لافتًا إلى أنَّ “المملكة تستقطب العقول والأموال بضربة واحدة، عبر إنشاء مراكز التكنولوجيا، مع الاستثمار في إيجاد البنية التحتية المناسبة، الأمر الذي يجذب في الوقت نفسه رجال الأعمال والمبتكرين والمستثمرين وشركات الأسهم الخاصة وغيرها إلى أراضيها”. خطوة مفاجئة من محمد بن سلمان: ورأى المدير العلمي لمعهد البحوث نيتسبار أنَّ “مشروع نيوم الاستثماري الضخم، يعكس الرؤية الجريئة للمملكة، التي وضعها الأمير محمد بن سلمان، ولكنه تجاوز فيها فكرة تقليل الاعتماد على عائدات النفط، إلى خطوة مفاجئة، تعكس تحوّلًا جذريًّا في تفكير المملكة، وطفرة اجتماعية كُبرى، تأتي في إطار سلسلة التغييرات التي يُجريها”. وبيّن أنَّ “ضخامة حجم مدينة نيوم المُستقبلية، التي تتخطى 33 مرة من مدنية نيويورك الأميركية، تجعلها قبلة لكل أنواع المستثمرين، في القطاعات كافة، تعليميًّا صحيًّا وتجاريًّا، وحتى في مجالات الطاقة والمياه وغيرها، فهي المدينة التي ستكون مكانًا للحالمين المُبدعين، ذوي الأفكار الخلّاقة”. عوامل الثقة بمشروع نيوم: واعتبر الاقتصادي الأكثر تأثيرًا في القارّة العجوز لخمسة أعوام على التوالي، في حواره مع “المواطن“، أنَّ “السعودية تراهن ب500 مليار دولار أميركي على هذا المشروع العملاق، ما يعني أنّها تثق بنجاحه، أما المستثمرين، فثقتهم مبنية على عاملين اثنين، لعلّني أوضّحهما هنا، فالأول هو الثقة برؤية المملكة 2030، التي وضعها ولي العهد محمد بن سلمان، ويمضي قدمًا في تنفيذها مشرفًا على كل مفرداتها، بداية من الهيكلة الداخلية، وصولًا إلى الصفقات العالمية التي وقّعتها السعودية، آسيويًّا وأميركيًّا، في المجالات كافة، لاسيّما الذكاء الاصطناعي، وتوطين التكنولوجيا الحديثة في البلاد، فضلًا عن مساعيه لتوطين التصنيع، كلّها أسباب تجذب المستثمرين”. وأبرز أنَّ “عامل الجذب الثاني لمشروع نيوم، هو قيامه على أساس التكنولوجيا ليكون أول مدينة رأسمالية في العالم، الأولى والفريدة من نوعها منذ نشأة الاقتصاد، وانطلاق النظريات العلمية التي يرتكز إليها، فمشروع نيوم يضع بنفسه نظرية اقتصادية جديدة، هي جذب الاستثمار والاكتتاب عليه، ويحول الاستهلاك إلى استثمار، كما حال الإنتاج، بتنافسية عالية، مع توفير رفاهية المستقبل للأجيال الحالية، عوضًا عن أن ينعم بها رجالات المستقبل قريبًا كان أو بعيدًا وحدهم”. نجاح حتمي للاكتتاب على نيوم: وأكّد أستاذ الاقتصاد في جامعة تيلبورغ الهولندية، والمدير العلمي لمعهد البحوث نيتسبار، صاحب لقب أكثر الاقتصاديين تأثيرًا في أوروبا، البروفيسور لانس بوفنبيرغ، في ختام تصريحه إلى “المواطن“، أنَّ “مشروع نيوم كفيل بنقل الاقتصاد السعودي إلى مرحلة ما بعد النفط، فهو القبلة الاقتصادية والاستثمارية الأولى للشركات العالمية، ابتداء من لحظة الإعلان عنه، فضلًا عن كونه صفقة غير مسبوقة لدول المنطقة، الأمر الذي يجعل الاكتتاب عليه يحقق نجاحًا حتميًّا، فالثقل الذي تضعه المملكة العربية السعودية وراء المشروع، عبر استثمارها نصف تريليون دولار أميركي، فضلًا عن الشخصية المحورية التي تدير هذا الاستثمار وهو الأمير محمد بن سلمان، هما سببان رئيسان لكل مستثمر في العالم أن يمتلك الثقة باستمرارية المشروع؛ كيف لا وكل مستثمر يريد أن يكون جزءًا من مستقبل الكرة الأرضية، ويريد لأمواله أن تتضاعف، فمشروع نيوم، هو أول منصة اقتصادية تدرُّ الأموال، عبر الاستثمارات الكبرى في التكنولوجيا”.