لاقت تجربة تجنيس الروبوت صوفيا التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية خلال فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار التي احتضنتها العاصمة الرياض على مدار الأيام الثلاثة الماضية، إشادة واسعة على المستوى العالمي، خاصة وأنها تحمل دلالات الرغبة في التحول إلى التقنيات الحديثة والتكنولوجيا العلمية الواسعة التي يتزعمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال الفترة الماضية بالمملكة. الروبوت صوفيا، وهي أول إنسان آلي يحصل على جنسية دولة في العالم، لاقت إعجاب العديد من الأوساط العلمية والتقنية على مستوى العالم، خاصة وأنها شاركت في العديد من المحافل العالمية على الرغم من عمرها القصير في حياتنا البشرية. الابتكار صمتت الروبوت شركة "هانسون للروبوتات" ومقرها في هونغ كونغ، وتم الكشف عنها لأول مرة في 19 أبريل من عام 2015، وعلى الرغم من كون صناعة الإنسان الآلي متقدمة للغاية في العديد من دول بشرق آسيا، وعلى رأسها اليابان والصين، إلا أن صوفيا حازت إعجاب وتقدير خاص، كونها أقرب الروبوتات في محاكاة البشر وانطباعاتهم المختلفة، سواء في الحزن والفرح، تستطيع صوفيا أن ترسم ملامح الحالة النفسية من خلال تعبيرات الوجه، وهو الأمر الذي منحها جانب كبير من التفرد في صناعة الروبوتات. الذكاء الاصطناعي تعتمد الروبوت صوفيا على كمية هائلة من الذكاء الاصطناعي، عن طريق تخزين أنظمة إلكترونية وقدرات تقنية خاصة في الذاكرة الموجودة فعلياً في الإنسان الآلي، حيث تستطيع معالجة البيانات بشكل بصري والتعرف على الوجوه، وتقليد الإيماءات البشرية وتعبيرات الوجه، بل ويمكنها أيضاً الإجابة على بعض الأسئلة وإجراء محادثات قصيرة وبسيطة حول مواضيع محددة مسبقاً. المحافل الدولية ظهرت العديد من التقارير الفنية الخاصة بالروبوت صوفيا في العديد من الكيانات والمؤسسات المعنية بالعلوم بشكل رئيسي، كما أنها ظهرت للعالم لأول مرة في محفل دولي، عندما تم تقديمها في 11 أكتوبر الجاري إلى الأممالمتحدة، حيث أجرت محادثة قصيرة مع أمينة محمد نائب الأمين العام للمنظمة الدولية. ويبقى الحدث الأعظم في تاريخ الروبوت، هو منحها الجنسية السعودية في 25 أكتوبر الجاري، لتصبح أول إنسان آلي يحمل جنسية في العالم، وشهدت الجلسة محادثة قصيرة مع صوفيا، أعربت خلالها بأنها فخورة بهذا الحدث، وأنها سعيدة بحصولها على الجنسية السعودية. هَوس صوفيا تناولت العديد من التقارير الإعلامية الروبوت صوفيا، حيث تحدثت صحيفة "ميرور" البريطانية عن ظهورها في الأممالمتحدة، كما تحدثت مجلة "نيوز وييك" الأمريكية عن منحها الجنسية السعودية، إلا أن الأغرب كان عندما عرضت شبكة "CNBC" الأمريكية العملاقة تقريراً بعنوان "هل يمكن الوقوع في حب روبوت؟"، حيث ناقشت بعض المشاعر الإنسانية التي يمكن أن تحمل الود والحب إلى صوفيا بشكل واضح، وذلك اعتمادًا على شكلها وملامحها التعبيرية وقدراتها على محاكاة إيماءات البشر بصورة واضحة.