ثمن معالي الشيخ عبد العزيز بن محمد المهنا رئيس الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومن في حكمهم صدور الأمر الملكي الكريم لإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للحديث النبوي الشريف. وبين معاليه أنَّ “لهذا الأمر الملكي دلالات يمكن ذكر بعضها وهي التأكيد على النهج الأصيل والمعلن من أن نهج هذه الدولة هوالعمل بالكتاب والسنة وهما المصدر الوحيد والمهيمن على دستور وكافة أنظمة الدولة ولله الحمد والمنة، وأنَّ لهذا المنهاج تبعاته ومسؤولياته من الالتزام بمنهاج أهل السنة والجماعة ورفع هذه الراية والدعوة إليها والصبر عليها، وإظهار وبيان التمسك بهذا النهج في هذه الأعصار المتأخرة، والتي ضعف فيه حال المسلمين، وابتعدوا عن السنة، يدل دلالة واضحة على عظيم هذه النعمة التي تستوجب الشكر والحمد لله تعالى، والالتفاف حول ولاة الأمر، الذين كانوا ومازالوا على هذا المنهاج القويم منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى”. واعتبر أنّه “سيكون لهذا المجمع دوره الريادي في طباعة كتب السنة وتحقيقها ونشرها وتوزيعها على مستوى العالم بما يجدد في النفوس تلك الأنفاس العطرة لسيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم”. وزاد معاليه أنَّ “العناية بالسنة تستلزم الدعوة إلى المنهاج النبوي الذي يمثل الوسطية والاعتدال بالوحي الرباني وصنوه في السنة النبوية الشريفة وهما منهاج هذه الدولة السنية ولله الحمد والمنة”، مشيرًا إلى أن “العناية بالسنة ونشرها والدعوة إليها فيها دلالات واضحة للرد على المناهج المنحرفة عن المنهاج القويم والتي تدعو إلى الغلو فيه صلى الله عليه وسلم أو لآل بيته الطاهرين أو صحابته رضوان الله عليهم، أو ما يمكن اعتقاده في الأولياء والمنسوبين للأضرحة والمراقد والمشاهد ونحوها”. وبيّن أنَّ “الدعوة إلى السنة لا تنفك أبداً عن الدعوة للتوحيد وإجلال وتعظيم الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له ليأتي هذا المشروع المبارك، مؤكداً تلك الدعوة الربانية لتحقيق العبودية له سبحانه وتعالى والاتباع له صلى الله عليه وسلم وهذا هو خلاصة شعار وعلم هذه البلاد المملكة العربية السعودية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)”. وأشار إلى أنَّ “هذا المشروع يأتي مكملاً لمجمع الملك فهد للمصحف الشريف ليكون ذلك معبراً عما عليه ملوك هذه البلاد المباركة من العناية بهذين الأصلين اللذان قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي)”. وأضاف: إنَّ إنشاء هذا المجمع والصرح العلمي الكبير سيكون سبباً عظيماً لاجتماع الكلمة وتأليف القلوب وتقارب أهل العلم خصوصاً والمسلمين عموماً في مشارق الأرض ومغاربها فما من مسلم إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من الإجلال والمحبة ما به ترجى شفاعته يوم القيامة”. وأردف: إنَّ العناية بالحديث النبوي والسنة الشريفة يتضمن الدعوة إلى شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم بما يحفظ للأمة أدبها وخلقها وهديها بعيداً عن الدعوات الهدامة لإفساد الأخلاق الكريمة في الحياء والصدق والأمانة والحجاب والعفاف وحفظ الجوارح والكسب الحلال وغير ذلك لتكون تلك الأخلاق سداً منيعاً أمام دعوات الانحلال والتغريب ونحو ذلك. واختتم معاليه تعليقه، سائلاً المولى بأن يحفظ لهذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وأن يحقق لهذه البلاد المنعة والنماء والاستقرار والرخاء والتمكين لخدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين وضيوف الرحمن وأن يبعد عنها شر طوارق الليل والنهار ومن كيد الكائدين ومكرهم.