عندما تُعض اليد الممدودة بالإحسان، فحينها يجب الوقوف بحسم أمام قطر التي قابلت محاولة أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح بالصلح بينها وبين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بالدسائس ومحاولة بث الفتنة. ولم يكن تصريح أمير الكويت، أمس الخميس، بأن دولته أكثر من تعرضت للإساءة من قطر غير واقعي، بل حقيقة بالفعل وتظهر أركانها يومًا بعد يوم، فمنذ أن تدخل الشيخ جابر الصباح لحل الأزمة فلم يطله سوى إساءات كتائب عزمي بشارة التي تسعى بأي طريقة إلى منع عودة الدوحة إلى الصف الخليجي. وكشفت الأزمة الحالية وجوهًا عديدة، كما أظهرت رؤوسًا قد أينعت وحان وقت قطفها، وهي بطبيعة الحال رؤوس قطرية حاولت الأيام الماضية التدخل في الشؤون الكويتية وإذكاء روح الفتنة في الدولة التي تحاول لم الشمل. ودارت أحادث عديدة حول دور قطر في تأجيج أزمة كويتية خلال انتخابات مجلس الأمة، ولكن انتبهت لها الكويت ودمرتها في مهدها، حيث أرسلت قناة الجزيرة أكثر من 40 صحافيًّا لتغطية الحدث السياسي، وهو عدد مبالغ فيه ويدعو للشك والريبة؛ ما دفع الكويت إلى رفض دخولهم؛ لأنه لا يهدف إلى تغطية إعلامية بل إلى شيء آخر يتم التخطيط له في الغرف المغلقة. وتغاضت الكويت عن هذه الواقعة وغيرها في محاولة منها لمنع تضخيم الأمر، ولكن يبدو أن الدوحة لا تكل ولا تمل من مؤامراتها، لتبدأ كتائبها الإلكترونية في الهجوم على أمير الكويت بسبب مساعيه للصلح والتوسط. ولم يكذب أمير الكويت حين وصف الإعلام القطري المرئي والمسموع أمس بأنه “واطي”، وذلك في مؤتمره الصحافي مع الرئيس الأميركي في واشنطن، فالأمير جابر الصباح تذوق سم إعلام قطر ودسائسه، ولكنه أبى التصعيد ضد قطر عسى أن تعود إلى رشدها والطريق الصحيح. ودشن نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وسم إساءات قطر للكويت، لفضح مخططات الدوحة والوقوف بحسم أمامها والدفاع عن الدولة الشقيقة التي حاولت تهدئة الوضع فلم تنل سوى الحيل الخبيثة. وتعجب فهد المحسن قائلًا: “الكويت مهدد أمنها، وهناك حالة غليان بالخفاء من إيرانوقطر ضدها، والعجيب هناك من يصفق للحمدين ويتعاطف معهم!!”. ودافع ناصر الحيان عن الكويت وقال: “على الأقل الكويتيين ولاؤهم تجاه الحكومة واضح، ما عندهم ولاء آخر غير معترف به”، في إشارة إلى ولاء قطر إلى إيران والجماعات الإرهابية.