يواصل المؤتمر السعودي الأول للمدن الذكية الذي تنظمه وزارة الشؤون البلدية والقروية تحت شعار "حلول ذكية لحياة أفضل" بحث معايير وسبل تطبيق الحلول الذكية في المدن السعودية والتخطيط الحضري وحوكمة المدن ومتطلبات التحول إلى المدن الذكية. التخطيط الحضري وفي بداية اليوم الثاني، عقدت جلسة "التخطيط الحضري الذكي" برئاسة وكيل الوزارة لتخطيط المدن، الدكتور عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، حيث ناقشت الجلسة ورقتي عمل واستعرضت (3) تجارب تطبيقية. وألقى المتحدث الرئيسي فيها البروفيسور هينج تشي كينج، من معهد ليم شانج شير للتصاميم والبيئة، جامعة سنغافورة الوطنية ورقة علمية تحت عنوان "رؤية المدينة الذكية" تناول فيها رؤية سنغافورة للتحول الذكي والتغلب على صغر المساحة وندرة الأرض وجعل الحياة اكثر استدامة وتوازناً وراحة من خلال التسهيلات التي تقدمها التكنولوجيا وتكاملها مع التخطيط والتصميم الذكي كإحدى أهم أولويات التحول للمدن الذكية مع ضرورة توافر إطار وسياسات وطنية لهذا التحول ومشاركة كافة الجهات ذات العلاقة في تحقيق التحول الذكي من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص. فيما جاءت الورقة الثانية والتي ألقاها ، فرانس أنتون فيرماست، المستشار الاستراتيجي للسياسات الحضرية، المدينة الذكية بأمستردام تحت عنوان "متطلبات التحول إلى المدن الذكية" وسلطت الضوء على نماذج الحوكمة والتمويل، وسياسة البيانات المفتوحة، والعديد من الأمثلة والنماذج التطبيقية بأمستردام في تسهيل مشاركة الحكومات المحلية والبلديات والمجتمعات المحلية في مبادرات المدن الذكية وامثلة للابتكار في تمويل مشروعات المدن الذكية. دور المدن في الرؤية السعودية وبشأن التجارب التطبيقية فقد جاءت التجربة الأولى بعنوان "دور المدن في تحقيق رؤية المملكة 2030′′ حيث أشار السيد مارتين باول، الرئيس العالمي للتنمية الحضرية، شركة سيمنس، بالمملكة المتحدة إلى أن المدن بالمملكة العربية السعودية يعيش بها أكثر من 82% من السكان لذا ستكون حاسمة في تحقيق رؤية المملكة بما في ذلك تنويع الاقتصاد، ودفع الاستثمار الداخلي، وخلق طاقة أكثر توازنًا ، وموارد أكثر كفاءة وإدارة أعداد متزايدة من الحجاج ، بجعل أماكن أكثر جاذبية للعيش والعمل، وقام بعرض كيف أن التكنولوجيا تتكامل مع التخطيط الحضري لدفع القدرة التنافسية وتحسين نوعية الحياة وتعزيز البيئة، مع الاستفادة بأمثلة عالمية ساعدت التكنولوجيا فيها على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. أما التجربة الثانية فتناولت "التخطيط الحضري الذكي – مدينة ينبع الصناعية" حيث استعرض مدير مركز العمليات والدعم لتقنية المعلومات والمدير المكلف للمدنية الذكية – الهيئة الملكية للجبيل وينبع أحمد بن محيي المنتشري، تجربة الهيئة في إنشاء مدينة ينبع الصناعية الذكية في إطار احتياجات المدن السعودية، والثقافة السعودية، والوضع الحالي لدينا، للوصول إلى رؤيتنا لتصبح مدنا ذكية، وتضمن العرض الخطة الرئيسية للمدينة الذكية، ونظم المعلومات الجغرافية، والتحول إلى المدينة الذكية وتجنب الفشل وحلول المدينة الذكية. وسلّطت التجربة التطبيقية الثالثة الضوء على تجربة "مدينة سونغدو الذكية – كوريا الجنوبية" حيث أكد الدكتور لي يونج جوين، مفوض- دائرة المنطقة الاقتصادية الحرة في مدينة إنشيون – كوريا أن المدن تتكامل فيها التكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى بما يمكن الحكومات المحلية أو الوطنية لتحسين مختلف جوانب الحياة اليومية وستتخذ المدن أشكالاً أكثر تكاملاً، وستزداد الحاجة إلى مدن التكنولوجيا الفائقة التي نجحت في مزج بيئتها بالتكنولوجيا، لتستفيد فيها البيئة والاقتصاد بشكل متبادل من نمو بعضهما البعض، والمدن الخضراء التي تولد نموا منخفضا للكربون، والمدن الإبداعية التي طبقت أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والخدمات الذكية، وعرض تجربة مدينة إفيز، في كوريا، وخلص إلى ضرورة تضمين التقنيات المبتكرة لبناء مجتمعات ذكية ومستدامة. حوكمة المدن وترأس أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، الجلسة الثانية التي ركزت على محور "حوكمة المدن الذكية" ، فيما قدم "ماثياس ريدمان، مسؤول قسم المشاريع والسياسات للمدن الذكية والمستدامة، في بروكسل ورقة عمل بعنوان "الحاجة لوضع سياسات وطنية للمدن الذكية " أشار فيها إلى أن البيانات المفتوحة هي العملة الجديدة للمدينة الذكية، وأهمية إشراك شرائح المواطنين في التمويل، ومساعدتهم على تحديد احتياجاتهم، مما يؤدي لبناء السوق للمدينة الذكية، فيما تحدثت الدكتورة باتريشا مكارثي، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي لبيانات المدن بكندا عن تجربة "الحوكمة الإلكترونية للمدن الذكية" عن معيار الأيزو 37120 بالاتفاق مع المجلس العالمي المعني ببيانات المدن(WCCD)، الذي يتألف من 100، من مؤشر موحد للأداء وأن معدل بيانات المدن تسهم في استدامتها، وفي ثقافة الابتكار، وعملية اتخاذ القرارات. من جانبه قدم رئس وحدة التخطيط والابتكار والتحول الإلكتروني، بلدية دبي ماهر أحمد، ورقة عمل بعنوان "التحول الذكي للخدمات "، تحدث فيها عن الابتكار والتحول الرقمي للخدمات الحكومية وغيرها، فيما قدم الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا شركة ميزة بدولة قطر المهندس فيصل الكواري، ورقة علمية بعنوان "الأنظمة الرئيسية المتكاملة للمدن الذكية بدولة قطر" .