مع اقتراب الاحتفال بموسم \"شم النسيم\" في مصر يعود الجدل الصحي والديني مرة أخرى بشأن الاحتفال بهذه المناسبة، وما يواكبها من مظاهر لها أصول فرعونية مثل تناول الأسماك المملحة والبيض الملوّن. وعيد الربيع أو شم النسيم هو عيد مصري فرعوني قديم يأتي في اليوم الثاني لاحتفال أقباط مصر ب\"عيد القيامة\"، ويعتبر إجازة رسمية، ويحتفل فيه المصريون بتناول الأسماك المملحة مثل\"الفسيخ والسردين والرنجة\". وحذرت وزارة الصحة المصرية من تناول الفسيخ نهائيا \"لما يمثله من خطر داهم على الصحة قد تصل إلى إصابة الأشخاص بالشلل التام أو الوفاة\"، بينما طالب أئمة مساجد وعلماء بعدم الاحتفال بهذه المناسبة لأنها ليست عيدا إسلاميا. وطالبت الوزارة المواطنين بسرعة التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز لعلاج السموم عند ظهور أية أعراض مرضية خلال 24 ساعة من تناول الفسيخ (سمك بوري مملح). سموم الفسيخ وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتورعبد الرحمن شاهين إن التسمم الناتج عن أكل الفسيخ يرجع إلى طريقة التحضير، والتي غالبا ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية لقلة الملح الموجود بالفسيخ. وأضاف أن \"البعض قد يستخدم الأسماك الطافية على سطح الماء، والتي ماتت وتعرضت لأشعة الشمس وتحللت وأصبحت لها رائحة كريهة، ثم يضيفون عليها قليلا من الملح ويطرحونها للبيع على أنها فسيخ بعد ثلاثة أو أربعة أيام\". وأكد أن السموم الموجودة بالفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة مائة درجة مئوية لمدة 10 دقائق مثل عملية القلي في الزيت، بيد أن محال بيع الأسماك المملحة تشهد مع هذا إقبالا كبيرا على شراء هذه الأسماك. جدل فقهي وبحلول المناسبة الاثنين المقبل يتجدد الجدل الفقهي بين علماء الأزهر، حيث يحرم العديد منهم احتفال المسلمين بالمناسبة في حين يرى آخرون أن الخروج إلى المتنزهات والاحتفال به لا غبار عليه. وهناك فتوي قديمة للشيخ الراحل عطية صقر، وكان رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، يحرم فيها الاحتفال بهذا العيد مع \"الكفار\". وهو الأمر الذي أغضب أقباطا مصريين يحتفلون به، وأبدت أوساط كنسية مصرية استياءها مما قالت إنه منشور يوزع في شوارع مصر يتضمن حكم الاحتفال بشم النسيم منسوب إلى الشيخ الراحل عطية صقر، يعتبر فيه احتفال المسلم بهذه المناسبة \"مشابهة أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل\". وبالمقابل أفتي عدد من علماء الأزهر بجواز الخروج والتنزه في يوم شم النسيم والاحتفال بهذا اليوم الذي ليست له مظاهر دينية، ودعوا المسلمين للخروج إلى المتنزهات، وتهنئة الأقباط بعيد القيامة.