لا يشكّ أحد بأنَّ تواجد المدرِّب الوطني «سامي الجابر» في «دوري جميل» كمدير فني لنادي «الشباب» أعطى شيخ الأندية زخمًا كبيرًا، وأعطى الدوري بشكل عام زخمًا أكبر. فالكل يعرف مدى جماهيرية «الجابر» التي جعلت من عُشَّاقه يشجعون ناديهم الأول، ويتابعون فريق «الجابر» بدعوات التوفيق لنجمهم. فالكل يعرف مدى حجم من يتربصون ب»الجابر» ويتمنون له السقوط، فتجدهم يبحثون عنه مع كل موقعة كروية لليوث، وفي بعض الأحيان أتوقع مشاهدة لقاءات الشباب لها الأولوية على مشاهدة أنديتهم. كل هذا الصخب والتحدي ليس جديدًا على «سامي»، فهو وُلِدَ في ليالي التحدي والحسم، ومن عنق الزجاجة خرج وكسر من حوله ومن سبقه ومن جاء بعده، وحفر اسمه بطلًا للتميز في سماء الرياضة، فجعل الجميع يتحدثون عنه واضعًا نفسه على قمة الرفوف الأولى للتاريخ. «سامي الجابر» يمر بكل المراحل المطلوبة؛ كي يكون مدربًا محترفًا، فتجربته في فرنسا كان عنوانها: «الطموح» بغض النظر هل كانت بعقد عمل أم لا؟ ومع ناديه «الهلال» قدَّم نفسه كمدرب ذي صبغةً هجوميةً، وقادرًا على تحمل الضغوط، ومع وحدة «الإمارات» أخذ اسم «الجابر» التدريبي يأخذ الصفة الرسمية، وأصبح متداولًا في منطقة الخليج كخيار تدريبي، ومع «الشباب» الآن مدربًا محترفًا يقود فريقه من خلال خطة عمل لمدة ثلاث سنوات قادمة، حيث أتوقع لها النجاح في حال اكتمالها. «سامي الجابر» المُثابر يبحث عن النجاح ولا شيء غير النجاح، ولكي يتم ذلك: عليه القيام بالعديد من الأشياء من أهمها: صفة «الصمت»، وعدم الدخول في أي نزاعات أو تصريحات تشتت ذهنه وتفكك صفوف فريقه. «فالصمتُ» هو مفتاح النجاح، فالكل يعرف ما يميز نادي «الشباب»: هو البعد عن الإعلام والعمل بهدوء منذ سنوات عديدة. استمرار «الجابر» ضرورة لمستقبل المدرب الوطني، هناك من يقول كيف ذلك؟! كما أسلفت هناك فئة همُّها عدم نجاحه، فتجدها تشتط غضبًا في حال تسليط العدسات عليه أثناء أي مباراة، وتبدأ في الإسقاط عليه بكل سطحية برغم أن «سامي» لم يقترف أي ذنب، فالكل يبحث عن «سامي الجابر»؛ لأنه «ضرورة «!. هذه الفئة التي ترفض «الجابر» بأي شكل تقوم بدعم أي مدرب وطني كي لا يتلذذ «ابن الجابر» بالكعكة كلها، فتجدهم في هذا الموسم يدعمون المدرب الوطني «حمد الدوسري» الذي قدَّم استقالته بعد خسارته من «التعاون»، وتجدهم يدعمون مدرب منتخبنا للشباب الوطني «سعد الشهري» الذي قدَّم نفسه بصورة جميلة، ف «سامي الجابر» جعل الإعلام يدعم فكرة وجود المدرب الوطني كمدرب محترف، وليس كمدرب طوارئ، فما فشل فيه القائمون منذ زمن في تحسين صورة المدرب الوطني ودعمه؛ نجح فيه «سامي». للحكم على أي مدرب يشق طريقه لا بد من الصبر عليه لعدة مواسم، ومن ثم ينطق بالحكم.