ليالٍ عشر، ما أعظمها، فقد أجمع المُفسِّرون بأنها ليال العشرة الأولى من شهر ذي الحجة، وهذه الأيام لها فضل عظيم، ففيها يكون الحجاج مشغولون بشعائر الحج، هي من أهم الأيام في السنة وأحبّها إلى الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، ففيها يُستحب الصيام وكثرة الصلاة، والإكثار من أعمال الخير المختلفة، وفيها صيام يوم عرفة لغير الحاج، فقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده)، والحديث يدل بظاهره على أن صيام يوم عرفة يُكفِّر ذنوب سنتين، فما أعظم هذا الدين، وما أعظم سننه في إتاحة الفرصة لتكفير ذنوب سنتين، في صيام يوم عرفة. يقول تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، نداء من رب العالمين للناس لأداء فريضة الحج، والركن الخامس من أركان الإسلام لمَن كانت لديه الاستطاعة والمقدرة من جميع النواحي «البدنية والمالية»، وعفا الله عمّن لم يستطع إليه سبيلا. لله الخالق تبارك وتعالى حكمةٌ في اجتماع الخلائق في أيامٍ معدودات في مكانٍ واحد، فهُم يأتون من مختلف البقاع عبر وسائل النقل المختلفة، مُستبشرين بلقاء البقاع الشريفة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وأداء النُّسك، ندعو الله أن يتقبل منهم حجهم، ويجزيهم الجنة وعدًا وعهدًا. لقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وحكومته الرشيدة على تسخير كل إمكانيات الدولة في استقبال ضيوف الرحمن، وتقديم الخدمات اللازمة لهم، منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، من قِبَل أجهزة الدولة وقطاعاتها ومؤسساتها.. عملٌ يفخر ويتفاخر به أبناء هذا الوطن؛ بأن خصّهم الله للقيام بهذه الخدمات التي توارثتها الأجيال وتعاقبت عليها، وراحة وسلامة الحاج تَلقَى الأولوية في الخطط الإستراتيجية، ومراحل نمو المملكة منذ عهد المؤسس رحمه الله، فأُقيمت المشروعات في مكةالمكرمة والمدينة المنورة لتُلبِّي التوسُّع في توافد الحجيج والزائرين بكل يسرٍ وسهولة، آمنين مطمئنين، تحت راية الحق والشهادة، وبحماة الوطن من الرجال المخلصين، ليكون الحج فقط حجًّا مبرورًا وسعيًا مشكورًا. twitter:@Dr_AhmedKhalil [email protected]