كتبت الزميلة الأستاذة أمل زاهد يوم الثلاثاء قبل الماضي في صحيفتنا المحبوبة التي تحمل اسم أطهر أرض ،المدينةالمنورة ،التي استنارت بنور السراج المنير صلى الله عليه وسلم بحول الله وقوته وإرادته عز في علاه ،مقالاً بعنوان «جمعية ظاهرها الرحمة وباطنها الفرقة» وتكلمت عن جمعية مزمع إنشاؤها من جهبذة لا تفقه في رأي من حكمة وجود الإنسان على الأرض إلا الزواج والتزاوج، تؤيد التعدد وترغب فيه لكل من هب ودب ولا مراعاة لمتطلبات الزواج والقدرة عليه لأن الأساس في الزواج ليس الواحدة ولا التعدد بل الاستطاعة لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :»يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج...» الى آخر الحديث ،والاستطاعة تشمل المادية والمعنوية والنفسية والجسدية والعقلية والقدرة على تحمل مسئولية التربية واعداد النشء والرعاية والقوامة لحديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم «كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته « الذي نردده ترديد الببغاوات ولا نطبق معناه والبعض لا يفهم له معنى ومقصداً أصلاً . وأما من يقول الأصل التعدد فلا دليل شرعي لديه ولا حجة لأن الأصل كما أسلفت الاستطاعة ومن استطاع للواحدة فهي أصل له ومن تكونت عنده الاستطاعة بجميع أنواعها للتعدد من مادية ونفسية وجسدية ومعنوية وعقلية وتحمل مسئولية التربية والقوامة يبقى عليه شرط العدل الذي يصعب تحقيقه ويحتاج الى جهد وكبح جماح الهوى سواء بين الزوجات أو بين الابناء ،فمن أنس منه وعرف أنه للعدل بينهن مستطيعٌ يكن له التعدد . ولا يظهر عليَّ أحد ويحتج بحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه «تزاوجوا تناسلوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» والحديث الشريف ليس فهمه وتفسيره حسب أمزجتنا وهوانا وكثير من الأحاديث الشريفة لا نفقه معناها الحقيقي ونفسرها تفسيرات خاطئة وبأمزجتنا وما نهوى ،ولنفصل الحديث، أولاً الزواج مشروط بالقدرة لأن حديثه بالترغيب مع القدرة للشباب يفسر دعوته للزواج صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وأما التكاثر فهو محقق ولو بإنجاب طفل وإحسان تربيته وتعليمه ليصبح عضواً فعالاً نافعاً مباركاً، أليس به زاد العدد والإنتاج وتقدم الأمة ؟ واما كثرة غثاء السيل التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،عطالة ،بطالة، أمية ،أخلاق رديئة ،عالة على المجتمع ،فلن يتفاخر بها الحبيب صلى الله عليه وسلم ،والأمة الاسلامية ليست بحاجة لها ولم يدعُ لها الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه.. وختاماً الزواج ليس للمتعة فقط ولنا وقفات بمشيئة الله تعالى مع وبال تحليل الزواج بنية الطلاق الذي كتبت فيه أكثر من عشرة مقالات وما آل إليه الحال وأصبح معه مقنناً ومشرعناً وتحت مسميات عدة لم ينزل الله بها من سلطان مع أنه حرام حرام حسب فتوى مجمع الفقه الإسلامي . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه. [email protected]