تعمد القيادات الإدارية المختلفة على تحفيز المسؤولين في مختلف الجهات لفتح أبواب مكاتبهم ولقاء الجمهور والاستماع إليهم والسعي لحل مشكلاتهم، وقد كان هذا منهج قيادات هذا الوطن المعطاء، ففي لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بالسفراء المعيّنيين لدى عدد من الدول قبل أكثر من 4 سنوات، أكد - يرحمه الله- أن كل مسؤول في الدولة يعتبر نفسه أنه خادم لهذا الشعب، مشددًا (ستأتينا الأخبار ونعرف مَن منكم سيُغلق مكتبه ومن الذي يفتحه ومن الذي يستقبل...)، كما وجَّه في أكثر من مناسبة بعدم وضع بوّابين عند مكاتب المسؤولين، مبديًا استياءه -يرحمه الله- من إغلاق بعض المسؤولين لمكاتبهم في وجه المواطن الباحث عن قضاء أموره، وإيجاد حل لمشكلاته، كما دأبت قيادة هذا الوطن الكريم باستمرار على تحديد مواعيد أسبوعية لمقابلة المواطنين والاستماع إلى شكواهم، في حين يعجز بعض المسؤولين عن تحديد موعد أسبوعي للقاء المراجعين والاستماع إليهم. فتح الأبواب قضية لا يُطالب بها المراجعون فقط، بل حتى القياديون حول العالم، ففي زيارة لنائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد لبعض الدوائر الحكومية مؤخرًا، وجد بعض المديرين خلف عوازل زجاجية وأبواب مغلقة، بينما رأى المراجعين منتظرين، فأمر بإزالة تلك العوازل والأبواب فورًا من أجل تمكين المراجع من لقاء المسؤول، كما يحرص العديد من المديرين التنفيذيين في كبرى الشركات على وضع مكتبه بين الموظفين، وأحيانا في صالة المراجعين. لكن المشكلة اليوم لم تعد في لقاء المسؤول من قِبَل المراجعين، فقد يستطيع المراجع الوصول إلى المسؤول سواء من خلال مقابلته أو الاتصال عليه هاتفيًا، أو إرسال إيميل، أو من خلال موقعه الرسمي في وسائل التواصل الاجتماعية أو غيرها من السبل التي يمكن الوصول فيها للمسؤول، وقد يستقبل المسؤول المراجع ويستمع لمشكلته، ولكن المشكلة تكمن بعد ذلك في سرعة اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول من قِبَل أولئك المسؤولين، فبعض المعاملات يقوم بعض المسؤولين بتحويلها إلى جهاتٍ أخرى، وعند مراجعة ذلك المسؤول يفيدك بأنه ينتظر ردًا من جهةٍ أخرى، وهكذا ينتظر المراجع أشهرًا وسنوات ويبقى في حيرة من أمره، ولا يعرف مع أي جهة يُمكنه أن يتابع قضيته. الدعوة لفتح الأبواب ومقابلة الجمهور من قِبَل المسؤولين لا تعني فقط حسن الاستقبال والترحيب والبشاشة مع تجميد المعاملات وعدم التفاعل معها، وإيجاد الحلول لها، بل يجب أن يتبع ذلك الاستقبال إنهاء المعاملات في أسرع وقت، وإن كانت لدى جهات مختلفة، وإنجازها من أجل راحة الجمهور وخدمتهم على أكمل وجه. [email protected]