أجزم أن مدير عام بنك التسليف السعودي سبق عصره ونفذ مالم يقدر عليه مثله، بل تجاوز غيره من المسؤولين عندما أقدم على إلغاء مقابلته للمراجعين من خلال رسالة وجهها لكافة المواطنين. صحيفة المدينة عدد (17565). قبل أن يستغرب أحدكم هذه الخطوة المفاجئة يتوجب عليه أن يتعرف على مبررات الرجل في إصدار قراره التاريخي والخاص بمنع نفسه عن مقابلة المراجعين، إذ يقول في مضمون رسالته إن له مبررين، أولهما: كثرة مشاغله بالبنك وما تحتاجه المشاغل من وقت، أما الثاني: فإن غالبية من يراجعونه في مكتبه من مختلف المناطق هدفهم الاستثناء من الأنظمة والتعليمات. بكل تأكيد أن البعض منا يؤيد سعادته، فليس من المعقول أن يضيع المسؤول وقته للاستثناءات، وعلى هذا الأساس نجد أن هذا الإجراء الإداري ما هو إلا رحمة بالمراجعين من سعادته بعد أن وجد أن أكثرهم يأتي من خارج الرياض ويتحمل مشاق السفر وتكاليفه ثم لا يجد من يوافق له على طلبه المتمثل في قرض وليس هبة فيصاب بصدمة كبيرة. ذلكم الموقف الإنساني لذلك المدير!!. وإذا ما تجاوزنا هذا الأمر الذي لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال فإن هناك مسألة مهمة ربما غابت عن هذا المدير وغيره خاصة الذين لن تجدهم في مكاتبهم إلا قبل نهاية الدوام، وقراراتهم لمديري الإدارت بالتكليف وليس التعيين .. تتمثل المسألة في أن مدير أي مرفق موكل إليه تنفيذ النظام واستخلاص ما يصعب تنفيذه وهذا لن يكون مالم يقابل المراجعين ويتعرف منهم على معوقات النظام التنظيمية والبشرية ومن ثم الرفع للجهات المعنية بالتعديل بما يتفق مع حاجات المنتفعين بالوزارة أو الإدارة. أما إذا كان الحال من وجود المدير بالشرح على المعاملات ب (لا مانع حسب التعليمات، أو النظام، أو يعتمد حسب النظام) فمن الممكن أن يقوم بهذا الدور أصغر موظف في الإدارة من حيث المرتبة. إننا أمام معضلة إدارية تكمن في المدير الثقة يجب التنبه لها بعد أن وصلنا إلى مدير يمنع المراجعين من مقابلته ويوجه مديري فروع إدارته بفتح مكاتبهم واستقبال الجمهور وحل مشاكلهم وتسهيل إجراءاتهم، ويهيب بالمراجعين التوجه لمديري الفروع عند وجود مشاكل لم يستطع الموظفون حلها.