إذا كان لي لوم على بعض الشخصيات الاستثنائية في بلادي فهي التركيز على إبهار الغرب وتركنا نحن هنا في العراء.. فعندما أقرأ عن شخصية عظيمة، ليس فقط بما أفاء الله عليها من علم وثقافة، ولكن من اعتراف عالمي بها ،ألوم هذه الشخصيات على تواضعها داخلياً، وقبلها ألوم كُتابنا ومثقفينا على عدم إعطاء مثل هذه الشخصيات الخارقة حقها من الإشادة والثناء. *** فسعودي يُبهر الغرب، ليس بسياراته الفاخرة، ولا بذخه المبالغ فيه، ولا سهراته التي تتناولها الصحف الصفراء والحمراء والخضراء، ولكن بعلمه الغزير، وشخصيته الكارزماتية، وأناقته الفارطة .. يجعلني أتألم نيابة عنه، ويقفز أمامي المثل العربي الذي لا يفتأ يتراقص أمامنا في مثل هذه الحالات «لا كرامة لنبي في قومه»!! *** وأمام هذا الواقع المر، خاصة وأن أمثال هذه الشخصيات محسودة، تتعرض للافتراءات ولتخرُّصات لا أساس لها ولا تقف على قدم ولا ساق، لا أجد أمامي إلا أن أردد قول الإمام الشافعي، دون أن أنسبه لنفسي: [[ ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأَهْلِ فِي حُرَقِ فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنه وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌ عَلَى الْعُنُقِ]] *** وأخيراً... كم كنت أتمنى بدلاً من أن نفرِّط في كفاءاتنا، ونتركهم يتسربون من بين أصابعنا كالماء يصب في حدائق الغير، أن يبقوا لنستمتع بإبهارهم محلياً .. لكني، في نفس الوقت، أعذر أمثال هؤلاء إن فعلوها وغادروا غير مأسوف على من تركوهم خلفهم يتامى فكرهم وثقافتهم العالية، بل وأطالبهم أن يتركوا أقواماً يتطاولون على قاماتهم الباسقة، وأن يرحلوا تكريماً لأنفسهم ،فالرحيل هو أوقع رد.. وكما قال المثل الشعبي (ولكن مغنية الحي لا تُطرب)!! #نافذة: [ للهِ دَرُّكَ من مسؤولٍ وَادِعٍ جلدِِ يُواجهُ كُل مُغردٍ ورذيلا] - ليس للجواهري أي علاقة بهذا الشعر. [email protected]